محمد ماهر يكتب.. معالي الوزير.. ماذا ستفعل؟!


في الأونة الأخيرة مع تواتر الأخبار عن تعديلات في الحقائب الوزارية و تنبؤات بعودة حقيبة الإعلام كوزارة مجددا.. و لا حديث في الأوساط الإعلامية إلا عن اسم الوزير المنتظر.. و الكل يقترح أسماء بعينها لحمل الحقيبة الإعلامية مع أمنيات بمستقبل مختلف للإدارة الإعلامية في مصر و إعادة الإعلام المصري إلى مكانته الطبيعية كرائدا للإعلام العربي كما كان دائما.
وبقراءة في الأسماء التي طرحت في معظم الأوساط و الأحاديث و دون التطرق لأي اسم بعينه فنجد أن الأسماء المقترحة كانت بالفعل في مواقع المسئولية من قبل سواء من كانوا على كرسي الوزير أو من كانوا يشاركون في صناعة القرارات كرجال حملوا مسئوليات مختلفه داخل الحقل الإعلامي الرسمي .
وتلك الأسماء مع كامل احترامنا لأشخاصهم و انجازاتهم ( إن وجدت ) لا اعتقد أنهم يملكون أفكارا جديدة و لا خطط استراتيجية يمكن أن تغير وجه الإعلام المصري في المستقبل القريب أو البعيد و ربما ترجع الأسباب لأنهم فعليا لم يقدموا بأي خطط مستقبلية يتم تنفيذها مرحليا سواء أكملوا مهامهم أو خرجوا من المسئولية دون استكمال ما بدأوه و بغض النظر عن من يتولى الإعلام بعدهم فبالطبع لم ينظر خلفه و لم يبحث عن أي مشروعات بدأت وتحتاج لاستكمال.. و ذلك لأن الإعلام يعد صناعة تحتاج إلى هيكل رئيسي يتم العمل عليه مرحليا مع مراعاة مواكبة التطورات التي تطرأ يوما بعد يوم و بسرعة مذهلة.
الإعلام المصري يحتاج إلى عملية إعادة بناء دون هدم الأركان الأساسية التي بني عليها و وضعه في الصدارة لأعوام طويلة من خلال خطة متكاملة تنقذ الإعلام الحكومي من السقوط الكبير الذي يعانيه منذ سنوات و العمل بالتوازي على إعادة الإعلام الخاص للظهور مرة أخرى بشكل مختلف يحترم القواعد المهنية ومواثيق الشرف الإعلامي ليتم خلق تنافسا شريفا يحفظ الأمن القومي و يوجد حالة التنوع التي افتقدها المشاهد في ظل سيطرة غير موفقة على الإعلام المصري في الوقت الحالي.
سيدي وزير الإعلام القادم.. أو رئيس الهيئة الوطنية للإعلام القادم إذا ظل الحال على ما هو عليه.. ماذا ستفعل .. !!
هل ستسير على نفس النهج و تعتبر التكليف أيام و ح تعدي دون تغيير ملموس ؟
هل ستستعين بنفس الأسماء التي لم و لن تقدم أي جديد وإلا كانت قدمته من قبل ؟
هل سترفع شعارات الماضي وتعيش عليها كمن سبقوك لتلحق بهم في ركب الماضي و يظل المستقبل مجهولا منتظرا لفارسا يغير وجهه و يكتب تاريخا جديدا للإعلام ؟؟
الأمر ليس سهلا على الاطلاق و تغيير الوجوه و الأسماء ضرورة ملحه إذا أردنا فعلا أن نعود للصدارة و نصنع إعلاما حقيقيا يحترم المتلقي ويمنح المعرفة و الثقافة التي ستشكل شخصيات الأجيال الحالية والقادمة كما شكلها إعلام الماضي و صنع تاريخا ما زلنا نحكيه و نفخر به وبصناعه.