خط أحمر
السبت، 20 أبريل 2024 02:47 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الشيماء يوسف تكتب.. القوة الناعمة والإعلام والسياسة

خط أحمر

 إن مفهوم القوة الناعمة في الإعلام  ليس جديدًا تمامًا وللعلم هو مفهوم سياسي في الأصل لكن المصطلح ذاته ابتكره الباحث والأستاذ في جامعة هارفرد، «جوزيف س. ناي،» في تسعينيات القرن الماضي، سلط فيه الضوء على قدرة بعض الدول على استثمار عناصر الجذب الحضارية والثقافية دون الاضطرار إلى اللجوء للإكراه، بهدف الإقناع ونشر الدعاية والفكر الوطني؛ عبر الآداب والفنون، والسينما والمسلسلات.

ومن الممكن عبر إعلام هادف ذو صبغة ثقافية معينة منعشة للوعي الجمعي والضمير المجتمعي تجاه قضايا ذات حساسية سياسية أو عسكرية استراتيجية حرب أكتوبر ٧٣ .. ٣٠ يونيو.. النكسة.. أيام الحروب، عمل أفلام و مسلسلات برامج وفيديوهات علي السوشيال ميديا.. وأحيانا تكون القوة الناعمة عبر الدبلوماسية الرشيقة ومن خلال أستاتذة الجامعات وما يقدموه في المؤتمرات والندوات والمحاضرات للطلاب تعالوا معي لنتحدث عن مفهومها بوضوح.

من قواعد الحرب الناعمة أن تستخدم وسائل الإعلام بهدف التأثير على قناعات ومبادئ الخصم عبر وسائط الاتصال المختلفة، وذلك ليس من أجل إحداث نشر ثقافة بديلة عن الثقافة المحلية فحسب، بل من أجل إحداث قلب في معايير التفكير واتجاهات الرأي العام في البلد المستهدف. 

وفي استراتيجيات الحرب الناعمة، يُعمل بما يسمّى بحرب المواقع الإلكترونية لإثارة السجالات، ومحاولات الجذب والتأثير، والقرصنة ومهاجمة مواقع الآخر المستهدف "بالفايروسات" المتنوعة، وأمور كهذه، تمكن ملاحظتها في مضامين موضوعات الشبكة، التي تظهر ما ينظّر حول الحرب الناعمة في دائرة الصراع الدولي - الإقليمي، حيث تتبدى أنماط حضور مختلفة، تبحث في مخاطر هذه الحرب وأشكالها في منطقة الشرق الأوسط، بين أطراف سياسية تمثل اتجاهات عدة، تتمثل بحضور قوى إسلامية مستقلة، حضور إيراني، وحضور إسرائيلي، يقابله غياب حضور غالب الحكومات العربية عن مسرح التصدي لهذا النوع من الحروب.

وربما يحدث ذلك بحكم أن هذه الحكومات لا تشعر بأنها معنية بتأثير الفايروسات الناعمة، أو ربما لأنها تلعب دوراً لصالح انتشارها، وإن كان بصورة غير مباشرة، فما الذي يستحق إثارة السجال والجدل؟ 

على صعيد الإعلام، يروج الغرب الأمريكي دوماً لحرية التعبير عن الرأي وحقوق النشر، وحرية نقل المعلومات والإفادة منها، باعتبارها حقوقاً إنسانية لا يمكن المساس بها وتحت عناوين كهذه، تلام وتعنف الأنظمة الشمولية والدكتاتورية على قمع الصحافة الحرة، وتوجه الانتقادات عندما يتعلق الأمر ببلدان غير صديقة، أو وفية للولايات المتحدة والغرب عموماً.

أما الجانب المغفل الذي لا يتم الحديث عنه، فيقع في استراتيجيات الإعلام في الحرب الناعمة، وفي منهجية السيطرة والتحكم بعقول الشعوب، عبر تحويل أساليب التفكير والذهنيات نحو أمور تافهة أحياناً لا تصب بمعظمها في محيط تناول قضايا حيوية، فتبعد العقول عن ملامسة مسائل التغير البنيوي، وتحولها إلى عقول مستهلكة غير منتجة، الأمر الذي يضع الأفكار والمعلومات في دائرة استهلاكية، ويرجح التعاطي مع الشعوب بمنطق إغراقي شبيه بمنطق الإغراق السلعي، الذي يوقع مستهلك المعلومات في هستيريا الاختيار. 

تنشأ القوة الناعمة من الجاذبية الثقافية لبلد ما والأنمطة السياسية لها وهنا نتوقف قليلا وننظر بعين العناية لبلدنا مصر أنها لها مالها من الجاذبية الثقافية والأحداث التاريخة العامة والخاصة أيضا وبحكم عملي في الإعداد التلفزيوني لقناة دريم الفضائية لسنوات كان يأتي لنا مئات الأحداث والتقراير اليومية التي يمخضها لنا المجتمع يوم بعد يوم وكنا ننتقي منها الأكثر تأثيرا مع الأحداث وعنوان الحلقة ولنكون مثال قوي إعلامي حر للقوة الناعمة في توجيه المجتمع.

قبل إنهاء مقالي أود أن أشير أن القوة الناعمة ليست إعلام فقط بل سينما ومسلسلات ودراما وفنون كثيرة حتى الرسم والنحت كل هذه الفنون قوة ناعمة وسلاح مهم وغاية في الخطورة واستخدامه متاح ومن الممكن أن يغير الكثير في الوعي الجمعي المجتمعي والتاثير علي شتي الأحداث  وعليه فلا بد ـن نهتم بهذا جيدا.

الشيماء يوسف القوة الناعمة الإعلام السياسة خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر