من الضروري أن نتوقف أمام هذا العنوان كثيراً ونبحث فيه لأنه يعني الكثير .. إستوقفني مقال للزميلة " أميرة عبيد " تم نشره بموقعنا " خط أحمر " منذ فترة وكان عنوانه " إختاري أب لأولادك " .. وأتفق معها في الشكل والمضمون الذي إحتواه المقال الذي أوضح كيف تختار الفتاة شريك حياتها ومواصفاته والتي لخصتها في عدة نقاط كان من بينها ان يكون رجل لها وليس عليها وسنداً وداعماً لطموحاتها ومحققاً لأحلامها وأوضحت الزميلة بمقالها أن المال والجمال ليسا من الخصال التي يجب أن تتوافر لدي الرجل لكي يكون فتي الأحلام

كل هذا شئ جميل وراقي ومنضبط جداً ويعد تفكير متميز .. ولكن هنا سؤال يطرح نفسه هل هذا يمكن تنفيذه علي أرض الواقع ؟

أعتقد أنه من المستحيل أن تقتنع فتاه بهذه المواصفات فقط لأنه مع الوقت والتعامل كل طرف يكتشف في الأخر مواصفات أخري يمكن أن تعكر صفو هذه العلاقة القدسية.. ومن ضمن هذه المواصفات أن يتغني طرف بشعارات معينة ومع التجربة يتراجع عن كل ما قاله ويضرب به عرض الحائط عندما يتعارض مع متطلباته ووقتها لايتذكر سوي نفسه فقط ولا شئ غيرها ويصبح ما قاله من قبل شعارات لاترقي للإحتفاظ بالطرف الاخر سواء رجل أو إمرأة ..

ومن هنا أكتب عن كيف نختار أم لأولادنا .. ولنا كرجال !!!

إن إختيار أم لأولادنا في مجتمعنا هذا وتقلباته المزاجية أمر صعب جدا فأين هي المرأة التي تتحمل رجلها ؟

وأين المرأة التي تجعل من رجلها إبناً وأباً وأخاً وصديقاً وحبياً لها ؟

نعم أين هي ؟

فالمرأة عندما ترتبط برجل ذو شخصية قوية يخاف عليها أكثر من نفسه وذلك طبعاً نتيجة حب وعشق شديدين .. تتمرد عليه ويذهب بها تفكيرها إلي أفكار تشيطن علاقتها برجلها ومنها انه يريد وأد حريتها وكبت طموحاتها وهنا يمكن أن تنتهي هذه العلاقة من جانب أي طرف حيث أن الرجل يجد أن حبيبته تتمرد عليه ولا تعطيه أهم حق من حقوقه وهو الخوف عليها من ذئاب هذا المجتمع الذي تبدلت أخلاقياته وقيمه .

والإشكالية الأخري عندما نختار أم لأولادنا ..

علينا أن نختار شخصية لا تسمح بأن يسقط الإحترام بينها وبين رجلها لانها إذا أقدمت علي ذلك فإنها تدمر ما يجمعهما تدميراً لا يمكن ترميمه .. فالرجل دائماً يحب أن يكون هناك مسافة إحترام بينه وبين إمرأته ولا يحتمل أن تتجاوز مثلاً في الحديث معه أياً كان نوع هذا الحديث فعلي المرأة أن تستوعب ذلك جيداً .

عندما نختار أم لأولادنا ..

علينا نحن الرجال أن نغمر نسائنا بالحب والرومانسية والطمأنينة حتي تعيش الحلم واقع وهذا يتم من خلال القيام علي كل أمورها مهما كانت قوة شخصيتها وإستطاعتها القيام بذلك ، فالحب أفعال وليس أقوال .. فالرجل لن يجد نفسه الا اذا فعل ذلك وعليكي أيتها المرأة أن تسعدي بذلك وأن لا تسمحي بدخول أي طرف أخر إلي تلك المساحة مهما كان فقد يسبب ذلك إنقلاباً كبيراً في تصرفات ومشاعر رجلك تجاهك ، فلذا علي الأم التي نختارها لكي تكون أماً لأولادنا أن تعي خطورة هذا جيداً .

الأم التي يجب أن نختارها لأولادنا ...

يجب أن تكون حنونه متسامحه وتحفظ قيم مجتمعنا وتعرف معني كلمة رجولة ومعني مسؤولية تأسيس حياة مشتركة يسيطر عليها السعاده وأن تتجنب الخلافات مع رجلها ، ولديها شخصية قوية ومتميزة وتستطيع أن تكون محور حياته وأن لا تكون نكدية .

فالمرأة التي يقع إختيارك عليها لتشاركك حياتك وتكون أم لأبنائك أيها الرجل ..

إختارها تشبهك في عاداتك وتقاليدك والشبه هنا ليس في الشكل حتي وإن كان مهماً ، ولكن في المضمون لأن الشكل هذا شئ نسبي لأنك إذا إخترتها علي أساس شكلها وجمالها وملبسها ، فقطعاً عندما تعجب بشكل أي إمرأة أخري سوف تنتهي علاقتك بشريكة حياتك وهذا قطعاً مرفوض لأن المولي عز وجل أوصانا بالمرأة وكذلك نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام .

إختار أم لأولادك ولك ؟

أن تكون مثقفة وطموحه وناجحه حتي تفخر بها ويفخر بها أولادك بعد ذلك ويجب أن تدعمها بكل قوتك وعليها أن تثمن ذلك لك ولا تنكره حتي لا يترسخ بداخلك شعور النكران من جانبها تجاهك فيهز ثقتك فيها ...

وعندما يتوافر في أي إمرأة تلك المواصفات السابق ذكرها فلا تتردد في الإرتباط بها واجعلها ملكة متوجه لحياتك وسلطانه لقلبك وتاجاً علي رأسك .