تعود بي الذاكرة إلى الوراء وتحديداً عندما كنت في "البريفيه" ،كيف كنت أتكلم مع أمي و أقول لها في يومٍ من الأيام سوف أكون صحافية و مشهورة .. كانت تبتسم ليّ و تقول "إلا الصحافة"، وعندما نجحت في الثانوية ودخلت الجامعة في الاختصاص الذي كنت أحلم به، و في الفكرة التي تلف وتدور حولي منذ صغري، من أول يوم في الجامعة و كنت متحمسة للمستقبل بكل ظروفه، كنت مستعدة استعداداً كاملاً للسهر المبالغ فيه بالمكتب والكتب والخروج مع أشعة الشمس الأولى في الصباح الباكر، منذ أول يوم وأنا كنت أرغب في تعلم كل شيء بحماس شديد ومبالغ فيه ربما لأن هذا هو الذي أحببته وتعلقت به من قبل دخولي إلى عالمه.

منذ صغري وإنا أحلم في مستقبلي و عند دخولي الجامعة أصبحت في كل يوم أرتب حياتي و أضع أهدافاً واضحة امام عيناي، و مع كل خطوة أجعل المستقبل ممهداً لتحقيق جميع أحلامي التي لم تر النور بعد، لكن بالفعل في الكثير من الأوقات تراودني لحظاتٌ ممزوجة بالشك و الغضب و بالحزن و هذه اللحظات التي تجعلني أردد بيني و بين نفسي "هل أنا فعلاً على الطريق الصحيح؟ أم كل شيء أفكر فيه وأحلم به هو فقط حلم وسوف تنتهي مدة صلاحيته !! .

وهل يمكن أن يكون المستقبل سيئاً ومخيفاً في ظل المعطيات الحالية إذا تكلمنا من ناحية المجتمع الذي نحن عليه الآن!! أو من ناحية الكثير من الناس الذي من الممكن أن انعتهم "بالكئيبين و المتشائمين".

ولكن لأعود وأخرج هذا الكلام من رأسي وأقول "سوف أترك كل شيء للمستقبل المجهول و إن كل شيء بيد الله سبحانه و تعالى"..

وأفهم جيداً بأن كل شيء نحن نتجه نحوه هو أيضاً يتجه نحونا، إنها من الثوابت الكونية التى تدعى "الكارما" و اعرف جيداً أنه سيأتي اليوم الذي سأقول به" لم يكُن الأمر سهلاً ولكنني فعلتُها" و اعرف أن من ملخص للحياة، أن تصُّد في وجهي عشرات الأبواب لكن سيأتي يوم سيبتسم ليّ، وها أنا بإنتظاره و إنتظار الفرصة التى سوف تغيير مجرى حياتي.