أسعدنى جدا خبر قيام شاب مصرى بزراعة خمسة وأربعين ألف شجرة مثمرة فى الصحراء بغرض توفير الفاكهة مجانا للفقراء وهى بادرة طيبة تنم على أن بلدنا بخير وأن هناك أمل فى الحياة فقيام هذا الشاب بتلك المبادرة إنما تعتبر درسا لنا جميعا فمعظمنا يحصر تبرعاته لمساعدة الفقراء والمساكين والمرضى أو بناء وتعمير المساجد أما هذا التفكير فجديد ومثمر وأتمنى أن نخصص جميعا جزءا من تبرعاتنا لزراعة شجرة مثمرة أمام منازلنا أو فى أى شارع فمنها الظل ومنها مائدة مجانية لمن لا يقدرون على شراء الفاكهة بعد أن قفزت أسعارها لأرقام فلكية أو أن يهب الأغنياء منا بساتين مثمرة لوجه الله وبنية إطعام الفقراء.

لا شك أن أوجه الخير كثيرة ويجب التنويع فى أوجه انفاقها مثلما فعل هذا الشاب وأتمنى أن يقتدى به شباب آخر ويخصصوا جزءا من زراعاتهم لغرس شتلات فاكهة مثمرة زكاة لأموالهم ومشروعاتهم وتكاتفا مع الفقراء والمحتاجين مع الحفاظ على ماء وجوههم وأيضا أصحاب المشروعات الكبرى الذين يملأون الدنيا صخبا وضجيجا بمشروعاتهم العملاقة ويتبارون فى نشر حملات إعلانية تتكلف مئات الملايين فلو خصصوا جزءا يسيرا من أموال تلك الإعلانات لزراعة أشجار مثمرة وقفًا لله لكان أبرك لهم.

وهناك قضية شهيرة فى إيطاليا حيث أقدم فقير على سرقة طعام من أحد الأسواق ودافع عن نفسه أنه سرق لإطعام نفسه لإحساسه الشديد بالجوع إلا أن محكمة أول درجة قضت بمعاقبته بالحبس ستة أشهر وغرامة مالية قدرها مائتى يورو وعندما وصلت القضية إلى المحكمة العليا قضت ببطلان حكم أول درجة  فطالما أنه سرق بسبب الجوع فلا تعتبر جريمة بل ويجب تعويضه من الدولة وقالوا عبارة من ذهب "حيث إنه فى الدول المتحضرة فحق البقاء يفوق حق الملكية ولا يجب أن يموت أحد من الجوع حتى أسوأ الرجال".

وهناك عبارة على جدار مقبرة تقول إنك لن تستطيع أخذ مالك معك ولكن باستطاعتك أن تجعله يسبقك كناية عن الصدقة كما أسعدنى جدا افتتاح إحدى الشابات مطعما بالإسكندرية لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة وجميع العاملين فيه من أصحاب متلازمة داون وهذا يبعث على الأمل أن بلدنا بخير وهناك نماذج مشرفة من البشر تفكر فى جلب السعادة للآخرين حتى ولو بافتتاح مشروع تجارى ولكن يختص بشريحة من الناس أهملناهم كثيرا وآن الآوان أن نعطيهم حقهم.

وهناك نماذج عديدة من الشباب خصصوا جزء من أوقاتهم لزيارة المرضى ورعاية الأيتام وتوزيع الغذاء على المحتاجين ومساعدة القرى المعدمة وفى صمت دون جلبة أو ضجيج ضاربين أروع الأمثلة فى العطاء والإنسانية وكما قال رسولنا الكريم الخير فى أمتى إلى يوم الدين.