خط أحمر
السبت، 20 أبريل 2024 02:23 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور إبراهيم المدني يكتب.. الصبي بلية وثقافة التوك توك والتنمية البشرية

خط أحمر

ما أسباب انتشار ظاهرة التوك توك كوسيلة نقل شعبية في كل أنحاء مصر حضراً وريفا ؟ أحياء راقية وأخرى شعبية ؟ هل فقط الاحتياج الشديد لوسيلة نقل رخيصة مناسبة للحواري والأزقة بعد مرحلة عربات الكارو الملوثة للبيئة وبطئية الحركة ؟ أم وجود أعداد كبيرة جداً من الصبية المتسربين من المدارس وتحت سن الترخيص لهم بقيادة السيارات  ويحتاجون إلى عمل يعولون به أسرهم الكادحة ؟  يتواكب مع هذه الحاجة الملحة لخدمة النقل  ولعمل الصبية مصالح فئة من رجال الأعمال المستوردين لهذه العربات مفككة  في صناديق في صورة مستلزمات إنتاج بلا جمارك ثم يقومون بتركيبها وتشغيلها بلا رخص قيادة ولا أرقام تحمي المواطن  والمجتمع من أهوال المخالفات التي نسمع عنها كل يوم .

هنا اجتمعت كل عناصر المنظومة من احتياج مجتمعي ملح لخدمة نقل بسيطة مع فرص عمل سهلة وسريعة ولا تحتاج مؤهلات ولا تدريب ولا مراقبة ولا رخص قيادة مع مصالح مستوردين استطاعوا سد الفجوة بسرعة وذكاء وقدرة على التكيف السريع مع احتياجات فئات كبيرة من  الجمهور رغم كل المحذورات والمخالفات .

هل هناك حلول خارج الصندوق لحل المشكلتين الأساسيتين وهما الحاجة الملحة  لنقل فئات عديدة من الجمهور وتوفير فرص عمل سهلة مع عدم إغفال رجال الأعمال أيضاً؟؟

أتصور أن التوك توك يعبر عن ثقافة مجتمع تم إهماله وعدم تنميته بشرياً  فترات طويلة سابقة من الزمن، ويدفع المجتمع الآن بكل فئاته فاتورة  نتائج تلك الثقافة من عشوائية الألفاظ وخروج على القانون وعدم التزام مصحوباً باحتكاكات يومية من الشجار والأصوات المفرطة في الصراخ والموسيقى مرتفعة الصوت مع جرائم يصعب تتبعها أو التوصل لمرتكبيها.

الحل الجذري يمر بثلاثة محاور أساسية  أولها التنمية البشرية وبناء الإنسان، وثانيها حل مشكلة النقل المطلوبة في الأماكن الضيقة والأزقة والحواري بلا مخالفة للقوانين وتوفيرتراخيص القيادة، وثالثها عدم إغفال مصالح المستوردين ورجال الأعمال، لأن المنظومة تحتاج كل الجهود متضافرةً متكاملةً لهدف حل المشكلة حضارياً وبيئياً وإنسانياً.

أما المحور الأول وهو التنمية البشرية وبناء الإنسان يتم ذلك بتتبع الصبية المتسربين من المدارس وإعادة تأهيلهم وتدريبهم عن طريق التعليم الفني الصناعي بالذات لإعادة الاعتبار للصبي بلية المهم جدا في منظومة الحرف والمطلوب بشدة في الورش الإنتاجية ( نجارة – حدادة- سباكة- سمكرة- كهرباء – ميكانيكا  ألخ ) توازياً مع تعليمه وتطويره وإتاحة فرص العمل الشريف له كل طبقاً لقدراته الذهنية والبدنية واستعداداته الطبيعية.ويمكن أن يشارك رجال الصناعة بتعاونهم مع التعليم الفني عن طريق مصانعهم وإتاحة فرص التدريب لديهم بل وفتح تلك المدارس داخل المصانع ذاتها خصماً من الضرائب مثلاً مقابل تقديم تلك الخدمة المجتمعية المهمة وتحت إشراف وزارة التربية والتعليم .

وثانياً حل مشكلة النقل المطلوبة بإلحاح باستعمال سيارات مرخصة مقننة صغيرة يمكن استيرادها مؤقتاً في المرحلة الانتقالية ثم تصنيعها لاحقا عند توفر الخبرات والقدرات والإرادة. ويمكن للبنوك المعاونة في هذاالصدد مثلما تمت بنجاح تجربة التاكسي الأبيض بدلاً من الأسود السابق ، وهذ فرصة ممتازة لمشاركة البنوك  بكل الضمانات المصرفية مع المشاركة المجتمعية.

وثالثاً عدم إغفال مصالح المستوردين ورجال الأعمال الذين سيتحول نشاطهم من استيراد التوك توك إلى استيراد السيارات الصغيرة لحل المشكلة، وربما تقوم الدولة بتشجيعهم وتوفير فرص تطويرهم للدخول في مجال التصنيع واستيراد فقط ما يساعد على التصنيع من مستلزمات إنتاج حقيقة تحتاجها الصناعة.

إذا طبقت هذه المحاور الثلاثة فسوف تحل في تصوري المشكلة تماماً في غضون عدد قليل جدا من السنوات مع تحقيق تنمية بشرية مستدامة لقطاع كبير ومهم من المجتمع   وتغذية المصانع بعمال مدربين ومتطورين وحل مشاكل الانفلات الأخلاقي لشريحة معينة في الشارع المصري مع  الحفاظ على البيئة سمعياً وبصرياً ومادياً وكذلك الحفاظ على مشاركة رجال الصناعة والأعمال والاستيراد في تطوير البلد ، ويعود بالفعل لصالح المجتمع كله جهود بناء الإنسان  ومشاركة وتطوير ونجاح وسعادة  (الصبي بلية ودماغه العالية).

الدكتور إبراهيم المدني الصبي بلية وثقافة التوك توك خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر