خط أحمر
الأحد، 4 مايو 2025 08:45 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

سارة درغام تكتب.. ماذا لو؟

خط أحمر

روحي تذهب إلى عصرٍ قديمٍ تتحدث فيه الناس عن تحفة فان جوخ الجديدة.. إلى تلك الحقبة التى كان بها الفن فناً و الوعود التي لا تُدنس و الحب لم يمسخ خلالها لوجه آخر.

ماذا لو أن روحي لا تنتمي لعبث هذا العصر وسرعته المُربكة؟ لو أنني في عالم لا يعرف ما معنى الأنانية وكان الصدق في أوَج حضوره و تألقه والكماليات لم تتحول إلى ضروريات سخيفة إلى تلك الحقبة التى لن ينظر بها أحد لحذائك وإلى ساعتك حتى يقرر كيف سيتعامل معك!

ماذا لو أنني استيقظ أريد احتساء كوب القهوة وأنا استمع إلى صوت حبات المطر تغازل شرفتي و يركض كلبي من خلفي محتمياً بي في مكانٍ أنتمي إليه بالروح و ينتمي ليّ.

إلى  تلك الحقبة التى لم تشوبها كل هذه الشوائب التي طالت قلوب الناس و هذا الزمن و شوهته!

تلك الحقبة التى كانت النساء خلالها تلقي الشعر في مجلس يضم الرجال و النساء و لم ينشغل أيّاً منهم بالتفكير بفقه العورة بقدر ما كانت القصيدة تشغلهم و تنعش مخيلاتهم و قلوبهم، تلك الحقبة التى كان فيها تقدير لمفاهيم المشاعر و الإنسانية و تقدير الحب و ما معنى كلمة "أحبك".

أصبحنا الآن في زمان دمر جميع معتقداتنا ومفاهيمنا جعل مشاعرنا بلاستيكية معلبة و لها تاريخ انتهاء.

كان كل شخص منا في السابق يحمل أشياءه الخاصة البسيطة يمضى بصحبتها في حياته بكل فرح و رضا تام..

حتى لو انتهت الحاجة إليها كان يصعب التخلص منها لأنها أصبحت جزءاً منه و عاصرت الكثير معه .

أما في أيامنا هذه.. كل الأشياء تفلت مناّ بدأت السرعة التى نستقبلها، كل شيء قابلٌ للرمي و التخلص منه، كل شيء أصبح رخيص وأصبح سهل استبداله .. أصبح كل شيء معد للاستعمال السريع و لمرة واحدة!! ليست الأشياء فقط!! وإنما الأشخاص!

أصبحنا نصنع العلاقات بطريقة تجعل التخلص منها سريعاً وسهلاً وبسيطاً لا تحتاج إنهاء العلاقة إلا عبر فتح الهاتف ثم إغلاقه.

‏أصبحنا على الجانب المظلم من العالم.. كُل شيءٍ  انقلب رأساً على عقبٍ وكأن الشمس أشرقت من باطن الأرض والسماء كاحلة سوداء تعادي الشمس و الأمل يتساقط كأوراق الخريف.

سارة درغام ماذا لو خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة