شهد التاريخ أنواعاً مختلفة من الحوارات الوطنية، مصرياً وعربياً ودولياً، لكن هذه المرة نجد أن الدعوة للحوار الوطني في مصر تتميز بخصائص غير مسبوقة وتعطي مؤشرات لجدية التفاعل وفتح النوافذ، أمام كل الأطياف السياسية والمجتمعية، دون استثناء، الحوار الوطني يشكل خطوة كبيرة على طريق الإصلاح السياسي الصحيح الذي يقوم على ترسيخ مبادئ الدستور وتفعيل التعددية الحزبية إيماناً من القيادة السياسة بدور كل أبناء الوطن في قيادة البلاد نحو المستقبل الجاد لمواجهة التحديات كافة الداخلية والخارجية، إن الدعوة للحوار لكافة المصريين بالداخل والخارج دعوة مصرية خالصة جاءت نتيجة إرادة وطنية حقيقية لا تقبل الإملاءات الخارجية ولذلك رحبت بها الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني فمن شأنها دفع مسيرة الوطن إلى الأمام وتعميق حالة الانسجام الوطني بين كل الألوان السياسية - اتفاقاً أو اختلافاً - من أجل مصلحة الوطن، بما يؤسس لملامح مرحلة جديدة للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي سيتم بلورتها بناءً على أفكار وتوجهات جميع أطياف المجتمع وبما يحقق المصالح المشتركة للشعب المصري ويراعي الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لجميع الفئات دون استثناء حيث ان مبادئ الحوار الوطني تتبني شعار مصر أولًا.. فعلى طاولة الحوار ننحى انتماءاتنا جانبا ونقدم مصلحة الوطن و حق الجميع في المشاركة والتنمية والحوار الوطني قائم على التفهم.. لا الإقناع حيث ان الجلسات ليست مناظرة بين رؤى متنافسة، لكن مساحات مشتركة بين جميع الآراء ولتحقيق اهداف الحوار الوطني يستوجب الوصول لحلول للقضايا الأكثر إلحاحا التي تهم المواطن المصري وتحديد أولويات العمل الوطني في المرحلة المقبلة وضمان حياة كريمة تليق بالمواطن المصري والنقاش حول آليات تحقيقها في جميع المجالات و مناقشة القضايا الوطنية من اجتماعية، وثقافية، وسياسية، واقتصادية، وتربوية، وغيرها، وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وألياته و الكشف عن كوادر مؤهلة في كل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية و المساهمة في تحقيق رؤية ٢٠٣٠