خط أحمر
الخميس، 18 أبريل 2024 08:11 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور محمود الحصري يكتب: عيد العمال في مصر القديمة

خط أحمر

المواقع الأثرية أمدتنا بالكثير من المعلومات الهامة عن العمال في مصر القديمة:

  • مدينة العمال بناة الأهرام في هضبة الجيزة من عصر الدولة القديمة :

تعتبر جبانة ومدينة العمال بناة الأهرام بالجيزة من أهم شواهد بناة الأهرامات، حيث أنه كان المكان الذي عاش ومات فيه العمال الذين اشتركوا في بناء المجموعات الهرمية لكل من خفرع، ومنكاورع، بالإضافة إلى بقايا سكنية أقدم ترجع لعهد خوفو. وتم الكشف عن منازل ومخازن وثلاثة شوارع رئيسية ومبنى إداري ملكي داخل أسوار تلك المدينة، وكذلك أربعة صالات ضخمة، يحتمل أن تكون هي الثكنات التي كان ينام فيها العمال بناة الأهرامات ويعدون بها طعامهم. وقد تم العثور على كمية هائلة من عظام السمك والطيور والأبقار والأغنام والماعز والخنازير، مما يكشف تكفل الدولة برعاية العمال لضمان الحصول على أفضل مقابل في كفاءة العمل.

  • اللاهون من عصر الدولة الوسطى :

اللاهون قرية بمركز الفيوم بمحافظة الفيوم بمصر، ومدينة عمال اللاهون - كاهون تبعد 800 م من هرم سنوسرت الثاني وترجع أهميتها في أنها أقدم البلاد المصرية الواضحة المعالم.

  • تل العمارنة في مصر الوسطى عصر الدولة الحديثة :

العمارنة (وكان اسمها "أخـِت أتون" أي: "أفق أتون") هي العاصمة الجديدة التي أنشأها الملك إخناتون، وهي تقع على بعد خمسة وأربعين كم جنوب بني حسن. وبفضل بقاء مساكن هذه المدينة سليمة بشكل يثير الدهشة، أمكن وضع خريطة تفصيلية للقصور الفسيحة التي عاش بها نبلاء القوم، بالإضافة إلى مساكن "عمال المقبرة" والموظفين. ولقد أمدنا بيت المثال "تحتمس" مجموعة شهيرة من الأعمال الفنية الكاملة، أو التي كانت في طور التخطيط المبدئي.

  • دير المدينة في الأقصر من عصر الدولة الحديثة :

أمدتنا بمعلومات عديدة ووفيرة عن طرق العمل وتنظيمه والفرق التي كانت تعمل بها وطرق حياتها والأمراض التي حدثت لهم وأسباب وفاة بعضهم أثناء العمل.

دير المدينة، جزء من جبانة طيبة في شمال وادي الملوك في محافظة الأقصر، بالتحديد على الضفة الغربية لنهر النيل. كان مقرا لعائلات العمال الحرفيين خلال عهد المملكة المصرية الحديثة (1570 - 1070 قبل الميلاد). فكان منهم من يقوم بحفر وبناء قبور الفراعنة في وادي الملوك، وآخرون يشتغلون في صناعة التماثيل والأثاث والأواني لتجهيز قبر كل فرعون على حسب رغبته قبل الموت. والعمال الذين كانوا يقومون ببناء المقابر كانوا متخصصين وفنانين في اصميم وحفر وتزيين جدران المقبرة، لتكون «قصرا» يمكن لفرعون العودة إليه في المناسبات بعد مماته.كان هذا هو اعتقاد قدماء المصريين أن يعيش فرعون في السماء بين الآلهة، مع إمكانية زيارة الأرض وأهلها بعد مماته، بل ومساعدتهم أيضا. لهذا كان كل عامل في إحدى أبنية فرعون يعمل بإخلاص وبلا كلل، إذ أن فرعون سوف يعتني به من السماء. منطقة دير المدينة تبين بقايا بيوت تلك الطبقة من العمال وعائلاتهم المميزين، فكانوا يعيشون في تلك البيوت يطبخون غذاءهم ويربون أطفالهم معززين مكرمين. كانوا في رغد من العيش ومنهم من بني لنفسه مقبرة له ولزوجته.

ما هي "أول ثورة عمالية في التاريخ" ؟ وما هي ساعات العمل في مصر القديمة :

  • عرفت مصر القديمة أول ثورة اجتماعية في تاريخ الإنسانية، أشهرها تلك الثورة التي حدثت في عهد الملك بيبي الثاني، الأسرة السادسة،

بعد أن بلغ من العمر 94 عاما، وازداد ضعفه تاركا السلطة لحفنة من أفراد الجهاز الإداري الطامحين للسلطة، وسلطت مصادر أدبية الضوء على هذه الثورة مثل بردية "إيبوور" وبردية "هاريس" ونبوءة "نفرتي" وبردية "اليأس من الحياة". وتعتبر بردية "إيبوور"، المحفوظة في متحف ليدن الهولندي، المكتوبة بالخط الهيراطيقي، خير دليل على ما أصاب البلاد من فوضى وفساد أدى إلى سقوط الأسرة السادسة، وانهيار طبقات المجتمع بما في ذلك طبقة العمال الذين فقدوا سبل الرزق، وتفشت البطالة. ويصف "إيبوور" في نصه الأدبي: "لم يعد الناس يحرثون الحقول، وهجم الناس على مخازن الحكومة وسرقوها، واعتدوا على مقابر الملوك. صب الشعب غضبه على الأغنياء فنهبوا القصور وأحرقوها... اختفت البسمة، لا أحد يبتسم، واختلطت الشكوى التي تعم البلاد بالنحيب، حقا أصبح العظيم والفقير يقول: يا ليتني مت قبل هذا، والأطفال الصغار يقولون كان يجب ألا أكون على قيد الحياة". كما تعطلت الزراعة كما يشير النص: "فاض النيل ولا يوجد أحد يحرث من أجل نفسه، وأصبح الناس جميعا يقولون لسنا نعرف ما الذي سيحدث في هذه الدنيا، وشحت الحبوب"، وتأثرت الصناعة : "أصبح الصناع لا يعملون، ودمر أعداء البلاد فنونها".

  • الثورة العمالية في عهد الملك رعمسس الثالث كأول إضراب عمالي ذكرته النصوص الأدبية مثل بردية "هاريس" وبردية "تورينو" :

لعل أسبابها هو انهاك خزينة الدولة بسبب حروب خاضها الملك رعمسيس الثالث لحماية مصر من هجمات شعوب البحر، إلى جانب سيطرة الكهنة على ثروات البلاد، الأمر الذي أدى إلى عجز الحكومة عن الوفاء بالتزاماتها تجاه عمال، تأخر استلامهم مخصصاتهم العينية أكثر من مرة.

ونظم العمال إضرابهم في العام 29 من حكم الملك رعمسيس الثالث، واستمر ثلاثة أيام، وتجمع العمال خلف معبد الملك تحوتمس الثالث، ودارت مناقشات بين العمال ورجال الشرطة.

ويحتفظ متحف "تورينو" الإيطالي ببردية أشبه بيوميات تروي إضراب العمال وتشير في مضمونها إلى أنه مر بمراحل، حتى وصل إلى مرحلة التحذير، كما تشير ترجمة النص الفرنسية للعالم فرانسوا دوما، في دراسته "حضارة مصر الفرعونية" نقلا عن النص المصري القديم: "لقد أوصلنا الجوع والعطش إلى ما وصلنا إليه، لا توجد ملابس، ولا يوجد زيت لدينا، ولا يوجد سمك عندنا ولا خضراوات. أبلغوا الفرعون، له الحياة والصحة والقوة، سيدنا الكامل. هيا أبلغوا أيضا الوزير رئيسنا، ليمنحنا سبل الحياة.

الدكتور محمود الحصري عيد العمال مصر القديمة خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر