خط أحمر
السبت، 27 أبريل 2024 04:34 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

فريهان طايع تكتب: لن تنفعك غير أعمالك

خط أحمر

الإحترام ليس مختصرا في إحترام الجميع لك بل هو إحترامك أنت لنفسك قبل كل شيء ، أول شيء أن نبدأ بأنفسنا أن نغير ما في نفوسنا.

الكثيرون يهتمون بنظرة الناس إليهم فيرتدون كل أنواع الأقنعة ليكسبوا بذلك رضا الناس وهم تجدهم وراء الأقنعة مخلوقات أخرى، أتساءل: كيف حالهم عندما يغلقون باب الغرفة ويكون الشخص في ذلك الحين وحيداً تماماً؟

كيف يكون حاله عندما يزيل القناع؟

هل يكون راضياً عن نفسه؟

لا يوجد شيء أهم من أن نتصالح مع أنفسنا، فالنفس هي محور التغيير وهي نقطة البداية والوصول هي دائرة كل شيء عندما نكون متصالحين معها وفي سلام معها وعندما نشعر بالرضا عن أنفسنا وبالقناعة أهم بكثير من الاهتمام بنظرة الآخرين، فالآخرون ليسوا إلا مرآة، ليسوا هم محور الكون. نحن نتكامل مع الاخرين لنعيش في هذا الوجود، فعندما يفقد الشخص إيمانه بنفسه، ثقته بنفسه، ماذا ستفيده نظرة الغير وهو على يقين ان كل ما يعيشه وكلما يجامله الآخرون به ليس إلا أوهاماً في حياته لأن في حياته لا يوجد ما يصفه به الآخرون ولا يوجد ما يريد هو ان يصفه به الآخرون.

أسوأ شيء في الحياة هي الأوهام وخاصة لو كانت في حق نفسك، تعلم أن تعيش الحقيقة بكل مرارتها على أن تفضل الأوهام فتجد نفسك في أدنى السافلين.

فالنفوس الآن تغيرت في هذا الزمن، حل عليها الغبار فلوثها، أصبحت الأقنعة كثيرة وغابت الطبيعة وحلت مكانها الوجوه الاصطناعية، حتى في الشكل أصبحت اصطناعية. في هذا العصر تغير كل شي حتى القلوب أصبحت جافة تماما من المشاعر، اندثرت المبادئ وحلت محلها قواعد جديدة وهي الأنانية والمصالح والحسد والحقد. والمصيبة دائما التبرير فالأنانية مثلا يبررونها أنه يجب على كل شخص أن يفكر في نفسه فقط فهو محور الكون، والغدر يبررونه المهم أنت وليس صديقك او حبيبك أو قريبك والحسد يبررونه لماذا هو وليس أنا لماذا هو أفضل؟

لم تتعلم قلوبنا بعد أن تحب الغير وتتمنى الخير للغير وأن ترضى بالنصيب كل شخص قدر الله له شيئا في كتابه المحفوظ ولن يفتك أحد منه مما كتب له.

كن واثقاً أن الله يخفي لك الافضل وان لكل شخص نصيبه ويجب أن تكون قنوعاً فلم تنظر لما أعطاه الله لغيرك بحسد ولؤم؟ لم لا تثق وتؤمن أن الله يخفي لك الافضل؟ فاسعد من أجل غيرك ليبارك الله لك أنت .

للأسف كل هذا التفكير لا يفكرون به الحقد والحسد أعمى على قلوبهم وأصبحت الصراعات والمنافسات الغير نزيهة وأصبحت الأنا الأعلى مسيطرة في العلاقات بين الناس الى حد غابت فيه الشفافية والمشاعر النبيلة بين الناس، أصبح كل شخص على استعداد أن يضحي بكل من حوله فقط من أجل مصالحه هو، أصبحت العلاقات خالية من الصدق، مبنية فقط على أساس المصالح كل شخص غير مقتنع بما لديه وينظر لما لدى غيره.

لم يدمر المجتمع والمجتمعات غير الانانية التي أصبحت سلاحاً خطيراً حيث دمرت المحبة والتضامن.

لم يدمر المجتمع غير الأنانية وغياب النفع.

فلنقيم أنفسنا من جديد ولنكن يداً واحدة وننفع بدلا من أن نؤذي، فنفسك التي تحبها اليوم مثل العاشق الولهان لن تنفعك غدا، لن تنفعك غير أعمالك التي ستكون في ميزان حسناتك، فلا تسرق من غيرك لتعطي لنفسك سواء من مشاعره أو من وقته أو من أي شيء من حياته لأنك بذلك ستؤذي نفسك حتما غدا عندما تحب غيرك وتتمنى الخير لغيرك وتحسن وتتذكر انك شخص خلقت من أجل النفع ستكون حتما انساناً قد فهم وجوده فلا تصدق وعود الشيطان والنرجسية التي يدعوك إليها نفسك أكرمها باحترامك لها وبصفائك معها، حينها ستجدها فلا تجعلها هي الأعلى وتنتظر من الآخرين الإطراء بل اجعلها قوية صافية لتعيش أنت والآخرون بمحبة وسلام، فالتواضع من أخلاق الأنبياء ولم نخلق لنكون الأفضل بل لنكون الانفع.

فريهان طايع لن تنفعك غير أعمالك  خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر