خط أحمر
الأربعاء، 17 أبريل 2024 01:15 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

فريهان طايع تكتب: قتل الفتيات وموضة العصر

خط أحمر

من شهور لم ينتهي مسلسل قتل طالبات الجامعات لتنضاف جريمة أخرى و هي قتل الطالبة أماني عبد الكريم الجزار في المنوفية، و كأن القتل أصبح رهان و تحدي لأصحاب العقول المريضة.

قتلت الشابة أماني فقط لأنها قالت له لا لا أريدك لينتهي مصيرها كغيرها من بنات سنها ، أماني الجميع قد مدح في أخلاقها، فهل تستحق هي أيضا هذه النهاية البشعة؟؟؟

و لا زالنا نطرح ذات السؤال بأي ذنب قتلت ؟؟؟

بأي ذنب قتلت هي و بنات جيلها فتيات الجامعات، شابات في سن الورود قتلن بهذه الطرق المروعة حتى أصبحنا نعيش في كابوس القتل ،في تفكير داعشي سيطر على عقول الشباب، لم نعد نستغرب أن نستقيظ كل يوم على جريمة بشعة مثل الجريمة التى قبلها و قبلها.

و هذه الجرائم تدفعنا لتساؤل هل أصاب هؤلاء الشباب الجنون فجأة أم أنهم يعانون من أمراض نفسية أم أن حب التملك قد قتل ضمائرهم و أعمى بصائرهم أم أن الأرواح أصبحت هينة لهذه الدرجة .

الأرواح التى كرمها الله ،عبث بها أشباه الرجال فقط بسبب كلمة لا ، و الغريب أنهم يقولون أن كلمة لا، لا تجلب البلاء لينعكس المثل و تصبح كلمة لا أصل كل بلاء ، لتجلب اليوم كلمة لا الحسرة على فتيات شابات و الحسرة ليست فقط على الفتيات بل كذلك على أهاليهن من أب قد أفنى كل حياته من أجل ابنته إلى أم قد أفنت كل حياتها و شبابها من أجل ابنتها و وضعت كل أمانيها و أحلامها في ابنتها و في النهاية يتم قتل ابنتهم على يد بلطجي و مريض نرجسي و بهذه البساطة
و هل يستطيعون و لو لبرهة حذف هذه الذكريات السوداء التى ستلاحقهم طوال حياتهم.

الموت ليس هين الموت أبشع ما يحدث في هذه الحياة لذوى القربى ، عندما تخسر شخص قريبك ستفضل ذكراه تلاحقك إلى ما لا نهاية ،ستتحسر كل يوم على فقدانه سوف تبكي كل ما افتكرته ،ستضل كل تصرفاته راسخة في عقلك ،ابتسامته ،مواقفه ،كل شيء ، فما بالك في أب و أم قد خسرا قطعة من روحهم ،فلذة كبدهم و بالقتل على يد بلطجي و بالموت غدرا على يد السفاحين.

هؤلاء السفاحين الذين أصبحوا يتجولون بيننا و يسرقون الحياة من فتيات في سن الورود فقط لأن عقولهم لا تستوعب فكرة الرفض فيصبح الإنتقام دافعهم .

و السؤال الذي يطرح نفسه
أين التربية؟؟؟
أين الدين ؟؟؟

هذا أحمد الذي قتل ألم يفكر يوما أن القتل أكبر حرام و من الكبائر، ليزود جريمة أخرى و هي الانتحار بعد أن سرق حياة أماني و اطمئن أنها لن تكون لغيره بل ستكون لشبح الموت طريحة القبر.

كيف فكر ألم يفكر يوما في الدين؟
ألم يفكر في الله ؟؟؟
ألم يتردد؟؟؟
ألم يخاف أن يقابل الله و هو ملطخ بكل هذه الذنوب ؟؟؟
ألم يخاف من السؤال ؟؟؟
ألم يخاف من القبر
و من العالم الماورائي ؟
ألم يؤنبه ضميره عندما فكر أن يؤذي هذه الفتاة و عائلتها؟؟؟
أسئلة تدور في عقلي لا أجد لها إجابة واحدة تفسر ما يدور في عقول هؤلاء
هل هاجس الحب سيطر على كل شيء سيطر على الدين و الأخلاق و الضمير؟؟؟
هل لهذه الدرجة أصبحنا في مجتمعات متوحشة مثل هذه حيث تقتل الفتاة لأنها رفضت حب أحدهم ليكون جوابه القتل و الذبح و التنكيل؟

أستغرب أين تعلموا كل هذا الحقد و هم من ترعرعوا في البيوت و ليس في معسكرات داعش لكنهم اليوم أصبحوا يحملون هذا الفكر المشوه.

رحلت نيرة و سلمى و إيمان و شيماء و أماني و لازالنا سوف ننتظر جرائم أبشع من هذا في هذه المجتمعات الذكورية التى ترفض فكرة الرفض و التى تعتبر المرأة مجرد جارية و عبدة لحضرة شهريار المريض النرجسي و كم من شهريار اليوم أصبح يتجول بيننا و يسرق الحياة من فتيات ليلبسن الكفن عوضا عن لباس التخرج و فساتين الزواج و الطرحة.

أماني مثلها مثل كل فتاة كانت تحلم و تنتظر الكثير لكن رحل كل شيء معها بعد أن رحلت هي، حتى اسمها لم يعد أماني بل ذكرى لأن كل الأماني و الأحلام قد رحلت معها لتبقى ذكرى في عقول ذويها.

لم ترتدي لباس التخرج و لا فستان الزواج ،لم تودع أهلها بابتسامتها المعهودة بل رحلت غدرا بدون استئذان ،و لا وداع
رحلت و هي تسأل بأي ذنب سفكت دمائي.

فريهان طايع قتل الفتيات موضة العصر  خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر