أعلن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء كلمتة في الإحتفال بليلة القدر في حضور كل القوى السياسية عن دعوته ومبادرته لكل تلك القوى للبدء في تفعيل لغة الحوار السياسي من أجل النهوض بمصرنا العزيزة على كافة المناحي والاتجاهات والحقيقة أن نجاح دعوة فخامة الرئيس في تحقيق أهدافها، إنما يعتمد على عدة مقومات لضمان تحولها الى فعل وإنجاز على ارض الواقع..
اولا.
لابد وحتما ..من إبعاد كل الوجوه الإعلامية والسياسية التي ظهر نجمها وبريقها الزائف عبر كل عصور واوقات السلطات الرئاسية السابقة، تلك الوجوه التي ترفع دون ادنى حياء او خجل الأكل على كل الموائد ، والتحدث بكل الألسنة ، وارتداء كل مقاسات الثياب والأقنعة ، فمجرد ادراج وتضمين اسماء هؤلاء الافراد ضمن لجان الحوارات الوطنية، كفيل بإجهاض الحوار الوطني قبل ان يبدأ، فرجل الشارع البسيط وليس اهل الساسة والمعرفة يعرفونهم جيدا، ويعلمون انهم المنافقون بعينهم ولا يهمهم ولا يعنيهم اي تطور حقيقي للمجتمع بقدر مآربهم ومنافعهم الذاتية فقط..
ثانيا.
هناك قاعدة كبيرة من المثقفين اصحاب الرؤى الايجابية والوطنية المخلصة للوطن وترابه المقدس هؤلاء المثقفين هجروا مشاركتهم المجتمعية واهملوا اتجاهاتهم الإصلاحية التطورية، نتيجة اعتقادهم المسبق( وهو صحيح) بأن السلطات الحاكمة عبر كل العصور كانت تفضل اهل الثقة عليهم وبمرور الوقت افتقدوا شغفهم للمشاركة الوطنية الفعالة على كافة المستويات ( التفكير والتنفيذ) ..وتركوا انصاف المثقفين والهليبة والمنفعجية يحتلون كل شبر في الوطن ... مطلوب من الجهات العليا للدولة البحث عن هؤلاء الافراد واعادتهم إلى دائرة الضوء والإهتمام، للافادة من أفكارهم وخبراتهم العريضة، بدلا من الكام وش عقيم اللي بنشوفهم في كل مناسبه
ثالثا.
لابد للاحزاب السياسية الحالية التي لا نرى لها اي دور مجتمعي فعال في مجال الحراك السياسي، إلا التفكير فقط في أساليب كيفية الإقلال من معاناة رجل الشارع من غلاء الأسعار ومن ثم مساعدته في هذا الجانب، واتحدى أي مثقف مصري ان يعطينا قائمة بخمسة أحزاب سياسية على الساحة الآن ..وانطلاقا مما سبق لابد للأحزاب أن تراجع مدخلاتها وكيفية تقديم نفسها بوصفها تتعاطى العمل السياسي بمفهومه الواسع وليس بالمفهوم الضيق وهو النجاح في توفير الشاي والأرز والزيت والسكر واللحمه.

رابعا.
لا يمكن أن يكون هناك حوار فعال دون دعوة المتخصصين والعلماء للجلوس على مائدة الحوار والاستماع اليهم وعدم الإقلال من قدرهم والنظر لرؤاهم بعين الاعتبار والتقدير وليس بعين التنظير وأنهم مجرد اصحاب نظريات وكلام فقط...فكم من عالم مصري يحتل مقامة رفيعة لدى الجمعيات والهيئات والمؤسسات الدولية، ولا نسمع له صوتا ولا نرى له صورة في بلده، نظرا لاتساع دائرة الضوء الاعلامي على كل ماهو تافهه وعقيم هؤلاء الافراد هم المعنيون ولهم الصدارة في اوائل المدعوين للحوارات وليس الرقاصين والمطبلتية وماسحي الجوخ والمهلبتية.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
تحيا مصرنا العزيزة في عزه وفخار.