خط أحمر
الإثنين، 5 مايو 2025 01:05 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

نيفين منصور تكتب..الحياة السرية !!

خط أحمر

إزداد في الآونة الأخيرة ظهور الطرف الآخر الخفي في حياة العديد من البشر بصفة عامة، و تزداد تلك الظاهرة في المجتمع العربي والإسلامي بصفة خاصة، وذلك نتاج إختلاف طباع البشر والعادات والتقاليد التي تحكم العلاقات الإنسانية والإجتماعية في الدول المختلفة.

الحياة السرية هي المنفذ الذي يلجأ إليه الكثيرون ، خوفاً من فقدان الواقع الذي يمثل عبئاً ثقيلاً عليهم، ولكن ليس لديهم الجرأة لتغييره، ربما حاول البعض ولَم ينجح وربما ظل آخرون في صمت وسكون ولَم يحاول أحد منهم إصلاح ما أفسدته الأيام من علاقات تجمعهم بأقرب الناس إليهم وخصوصاً علاقة الأزواج.

قد تجد إمرأة متزوجة برجل لسنوات طويلة لم تشعر فيها بالسعادة، علي العكس أصبحت التعاسة تلازمها أينما ذهبت ، أحياناً لصفاته التي لا تتوافق نفسياً وجسدياً معها، وربما لضيق ذات اليد أو لصعوبة مسئوليات الحياة أحياناً أخري ، ورغم إستحالة حياة البعض إلا أن كل منهم لا يستطيع التعايش مع الآخر وفِي نفس الوقت لا يستطيع الإستغناء عنه، فيلجأ كل منهم للبحث عن متنفس يحيا من خلاله حياة شديدة الخصوصية، حياة سرية تخفي عن الجميع ، يحاول فيها الترويح عن نفسه بين الحين والآخر.

وتختلف مظاهر الحياة السرية بين شخص وآخر، فالبعض يحياها من خلال علاقات خفية بأشخاص حقيقية، قد تكون شرعية وقد تصل إلي أعلي درجات الحرمانية ،ولكن يظل كل منهم يبرر خوضه في تلك العلاقات المشبوهة ، بأنه محروم مسكين يحتاج لدعم نفسي، قليل الحيلة ، ليس لديه منفذ يشعر من خلاله بأنه إنسان يتمتع بآدميته وبكامل حقوقه الجسدية والنفسية.

البعض الآخر يكتفي بحياة سرية لا تتخطي حد الخطيئة، حفاظاً علي الآخرة، وخوفاً من الوقوع في المعاصي، وقد يكون خوفاً من ردة فعل شريك حياته في حال إذا ما وصلت إليه أخبار تلك الحياة الخفية، ولكنهم رغم الإكتفاء بقدر محدود من تلك الحياة إلا أن الخيال الواسع يظل هو البطل الحقيقي الذي يعتمد عليه هؤلاء للتعويض النفسي والبدني.

والبعض يبعد عن هذا وذاك وينسج لنفسه من وحي خياله حياة تعوضه عن الإحساس الدائم بالهزيمة والحرمان، قد يصل فيها الخيال إلي أبعد الحدود، وقد يختار هؤلاء شخصيات حقيقية لتكون أبطال تلك القصص الوهمية، ولكن تظل العلاقة إلي الأبد خيالاً لا يخضع لحيز التنفيذ مدي الحياة.

مع الأسف الشديد نصنع بأيدينا القيود التي تدمر حياتنا ، ثم نشعر بالضيق واليأس، ثم نكفر بما صنعناه بأنفسنا، ونلجأ للبديل كل حسب قدرة تحمله للبدائل الموضوعة، قد نقتل الفرص الحقيقية للإصلاح، وقد نقتل الحب بأيدينا، ونتسبب في دمار من حولنا دون أن نشعر ، و تتحول البيوت إلي جدران تشهد علي إزدواجية حياة سكانها ، حياة في العلن وحياة أخري في الخفاء.

نحتاج إلي إعادة المحاولة لإصلاح أنفسنا، وربما نحتاج للحديث مع شركائنا في الحياة، وإعادة تقييم بعض العلاقات أحياناً حتي نحصل علي السلام النفسي الذي يعيد الثقة في النفس، وينعش الحياة من جديد، حتي نتقبل واقعنا، ونبتعد عن العبث في الخفاء.

نيفين منصور الحياة السرية أفسدته التعاسة خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة