غدا أرض الرحالة "كريستوفر كولومبوس" التي اكتشفها في عام 1492 مع موعد تاريخي يترقبه العالم، ما بين تنصيب لرئيس جديد أو تأجيل التنصيب وانتظار المجهول.

وفي كلا الأحوال لن تكون أمريكا بعد 20 يناير 2021 مثلما كانت قبل، الأحداث تتصارع بشكل جنوني داخل الأراضي الأمريكية، وأجزم أن ما يحدث خارج سياق كل التوقعات والآراء والتحليلات، أرض "كولومبوس" التي احتضنت جميع الجنسيات وتكونت من جميع الأعراق ها هي يضربها زلازل القدر المحتوم.

أرض الأحلام التي تغنى بها العالم كثيرًا تتحول إلى أرض الأشباح، وأصبحت ثكنات عسكرية في كل ربوعها، فالشعب المسلح طبقا للقانون أصبح خطر على ذلك القانون الذي وحد ولايات أرض "كولومبوس "، لا أحد يستطيع التوقع بما سيحدث غدا كل الاحتمالات مفتوحة نحو المجهول ومخطئ من يحلل المشهد على أنه زوبعة في فنجان وسيمر بتنصيب بايدن.

فلو ذهبنا إلى ذلك الافتراض الذي يعيشه وينتظره بل ويتوقعه كل العالم وهو حفل تنصيب بايدن رئيسًا وسط إجراءات أمنية لم يسبق لها مثيل في تاريخ أمريكا، لكن السؤال وماذا عن فيما بعد؟ هل ستكون أمريكا أرض الأحلام التي تفرض سطوتها على دول ومنظمات العالم متسلحة ما تدعيه من ديمقراطية وحرية؟ أم يسقط القناع ويكتشف الجميع هشاشة ذلك المارد الخيالي الذي حكم العالم سنوات طويلة؟ وتبدأ دول العالم بقيادة الصين وروسيا بالصدام معه ومحاولة إهانة كبرياءه المزيف وإزاحته من الصدارة.

وماذا عن الداخل، هل تستمر الولايات في وحدتها وتماسكها في وسط الانقسام القوي القادم بين شعوب تلك الولايات؟ المشكلة الحقيقية التي ستواجه الكثير من دول العالم، هي أن أمريكا أصبحت رأس عنكبوت منتفخ وبداخلة خيوط وتشابكات تمثل الكثير من دول العالم والكثير من المصالح المتشابكة اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا وعسكريًا، والخطورة تكمن في عند سقوط رأس العنكبوت ستسقط كل خيوطه وتشابكاته من دول ومصالح معه.

استعدادات أمنية مكثفة لم تحدث من قبل في تاريخ أرض كولومبوس، وسط تحذيرات متعددة من جهات كثيرة من أعمال عنف غير مسبوقة ستحدث أثناء عملية تنصيب بايدن، فخلال الساعات الماضية شب حريق كبير جدًا بالقرب مجمع الكابيتول الأمريكي أثناء الاستعداد لعمل بروفة لتنصيب بايدن مما أدى إلى إخلاء الموقع وتأجيل البروفة.

فيما تقوم وكالات مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بى أي" بالتحقق من جميع عناصر الحرس الوطني للتأكد من إنهم لا يمثلون مخاطر أمنية خلال مراسم تنصيب بايدن، فيما تشير التقارير إلى اجتماع دائم ما بين فريق إدارة بايدن وبين مكتب التحقيقات لدراسة حالة المخاطر الأمنية التي تواجه عملية التنصيب وكيفية التعامل معها.

20 يناير 2021 هو يوم فارق في تاريخ أمريكا، ومن المحتمل الكبير أن يكون إعادة التاريخ فيما حدث في تفكيك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، بعد أن أعلن الرئيس الثامن له منذ إنشائه ميخائيل جورباتشوف استقالته في خطاب إلى الشعب السوفيتي وأشار أن مكتب رئيس اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية قد تم إلغائه، وأعلن تسليم كافة السلطات بما فيها السلطة علي الأسلحة النووية إلى الرئيس الروسي بوريس يلتسن.

فهل يكون المشهد الأمريكي غدًا أو في الوقت القريب القادم هو بداية ظهور جورباتشوف الولايات الأمريكية وإعلانه تسليم السلطة إلي الجيش الأمريكي ننتظر ونترقب.