خط أحمر
الأربعاء، 24 أبريل 2024 02:59 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

محمد عبد اللطيف يكتب: إبراهيم منير ينقل مقر الإخوان من  القاهرة إلى لندن 

خط أحمر

ـ تشهد جماعة الإخوان ـ حالياً ـ انقساما كبيراً فى صفوفها، ولأول مرة منذ تأسيسها علي يد حسن البنا عام 1928 ، تنتقل صراعاتها الداخلية من الغرف المغلقة إلى العلن، حيث بلغ التراشق وتبادل الاتهامات حداً، يعبر عن تعدد الولاءات، وتحويل القبلة صوب مصادر التمويل ، فقد فشلت قياداتها التنظيمية فى التوافق على مرشد عام، يتولى أمورها، خلفاً لمحمد بديع، الصادر بشأنه عدة أحكام قضائية، تتراوح بين المؤبد والاعدام.

على خلفية سقوط الرجل الحديدى " محمود عزت " فى قبضة الأمن، بعد تخفى استمر 7 سنوات كاملة ، تنقل خلالها من مكان لآخر، فقدت الجماعة فى الداخل والخارج توازنها ، وارتبكت حساباتها ، فـ " عزت " لم يكن نائباً للمرشد فحسب ، بل يعد المرشد الحقيقى فى ظل وجود المرشدين السابقين، محمد بديع ومهدى عاكف، باعتباره القابض على الأمور التنظيمية، لدرايته بمنابع التمويل ،وقدرته على التواصل مع شبكة العلاقات السرية بأجهزة الاستخبارات الدولية، فضلاً عن خبرته الطويلة فى تحريك الخلايا العنقودية، واصدار التكليفات بتنفيذ العمليات الإرهابية ، لذا فإن سقوطه، يمثل ضربة قاصمة فى بنيان التنظيم .
سقوط " عزت "، كشف عن صراع الأجنحة داخل التنظيم ، تمثل ذلك فى انقسام الجماعة الى مجموعتين ،الاولى يديرها ابراهيم منير من لندن، وانحاز له بعض قيادات الصف الأول ، لدرايتهم بنفوزه ، باعتباره المهيمن على مفاتيح الخزائن ، وادارة أموال الجماعة فى شركات الـ " أوف شور " ، فضلا عن المشروعات الاقتصادية فى ألمانيا وسويسرا وبريطانيا ،أما المجموعة الثانية فهى تمثل المعارضة ، ويتزعمها عصام تليمة من اسطنبول بتركيا، وهى تريد أن يكون مقر التنظيم اسطنبول برعاية تركية وقطرية، و تضم تلك المجموعة كتائب اللجان الالكترونية وشباب الجماعة ،وهؤلاء رفضوا ان يدير التنظيم ابراهيم منير من لندن، بما يعنى أن صراع الجماعة على المقر ، يؤكد أنه لم يعد لديها مقر فى مصر .

ولأول مرة ترفض قواعد الاخوان مبايعة المرشد ، وكان ابراهيم منير قد اتخذ عدة قرارات من دون التشاور مع الهاربين فى أوربا واسطنبول والدوحة، منها تنصيب نفسه قائم بأعمال المرشد ، كخطوة أولى تمهد لمبايعته مرشداً فى أقرب فرصة ، ثم الغاء منصب الأمين العام، الذى كان يتولاه محمود حسين الهارب "انتقل مؤخراً من اسطنبول الى لندن" ، والذى كان يتمتع بنفوذ هائل فى مكتب الارشاد،باعتباره وثيق الصلة بقيادات تنظيم حماس الفلسطينى، ولديه علاقات واسعة بفروع التنظيم بعدة دول اسلامية، منذ تأسيسه لجان الاغاثة ، أثناء سيطرة الجماعة على نقابة المهندسيبن المصرية واتحاد المهندسين العرب .

قرار إلغاء منصب الأمين العام ، جاء ضمن عدة قرارات تهدف تهميش دوره، بعد الفشل فى التواصل مع القواعد فى الداخل، والاكتفاء بتواجدهم كأعضاء ضمن مجلس مصغر ،يدير شئون الجماعة من لندن ، ويأتى ذلك فى اطار محاولات احياء التنظيم الذى تفكك ، ولم يعد له وجود حقيقي على الساحة المصرية .
انشقاقات الجماعة لم تكن لأسباب فكرية، انما لأسباب تنظيمية ومالية ، ساهمت فى خلق صراع لم تستطع قيادات الخارج التصدى له ، أو اخفائه ، وهو صراع لم يخل من الاتهامات المتبادلة بينهم جميعاً، حيث يتهم عصام تليمة "46 سنة" المقرب من يوسف القرضاوى ، قيادات الجماعة بأنهم فتتوا التنظيم ، ولم تعد لديهم القدرة على احياءه، أو لملمة أشلاءه المبعثرة فى العديد من العواصم،مشيرا فى مقال نشرته احدى المنصات الممولة من الدوحة ،الى ان الازمات الحالية تضرب الاخوان بشكل يفوق كل الازمات التى تعرضت لها عبر تاريخها، كاشفاً عن انها تراكمات تاريخية ، تدور فى فلك تهميش القواعد ، وفي سياق أطروحاته التى يعلو من خلالها بسقف الاتهامات، اعترف تليمة ان الازمة التى تمر بها الاخوان ، ليست مع النظام الحاكم فى مصر، انما مع الشعب ومع النخبة ، الأمر الذى يحتاج قيادات أخرى ، غير الشخصيات التى اتهمها بالفشل ، فى حين قام ابراهيم منير بتسريب كشوف تضمنت ما يحصل عليه اخوان اسطنبول من رواتب تدفعها الدوحة بصيغ مختلفة ، لعل أبرزها ما يتقاضاه مجموعة الاعلام فى قناتى وطن ومكملين .

في سياق متصل بمشاهد الأزمة التى عصفت بما تبقى من التنظيم ، تحاول الجماعة ايجاد صيغة جديدة ، لتشكيل جماعات ضغط على العواصم الأوربية، عبر تشكيل كيانات وجمعيات بمسميات مختلفة ، تقوم بأنشطة علنية تنفى من خلالها علاقتها بالارهاب ، الا أن النخبة الحاكمة فى فرنسا وألمانيا وعواصم غربية أخرى ، تشكك فى مصداقية أى توجه للاخوان فى أوربا ، كما أن تلك المحاولات تصطدم بقرارات بعض العواصم الأوربية، التى تدين ممارسات الجماعة فى الغرب، لكن الشئ الوحيد المؤكد ، هو نقل ادارة التنظيم من القاهرة الى العاصمة البريطانية لندن ، باعتبارها الحاضنة الأم للتيارات التى تتخذ الدين ستارا لجرائمها فى حق المجتمعات العربية .

محمد عبد اللطيف إبراهيم منير مقر الإخوان القاهرة لندن خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر