دعم مصر كما يبدو من ظاهر العنوان لم يكن في أي لحظة شعاراً لقائمة أو تحالف إنتخابي أو حتي دعماً لنظام أتفق جموع الشعب علي ثوابته الوطنية المحضة التي يتحرك إنطلاقاً منها، وإنما هو في حقيقته خطاً ونهجاً سارت عليه هذه الأمة في لحظة خطر هددت مستقبل هذا البلد العريق بالدمار وماضيه المشرف بالاندثار، فاستجمع الإنسان المصري حينها عوامل البطولة الكامنة في نفسه عبر تاريخ سبعة آلاف عام لإنقاذ هويته وهوية مصر من التشوه بالغلو والتطرف فكان دعم مصر الحدود والجغرافيا، المؤسسة والكيان وراء قيادة وطنية ضرورة بقاء وحتمية تفرضها كل رغبة أكيدة في مستقبل أفضل لهذا البلد وأبناؤه، لم تكن التحديات من السهولة بمكان فمصر ليست بلداً عادياً في حدود الإقليم او رقعة الجغرافيا وبالتالي طموحات أبناؤه ومشكلاتهم الاقتصادية والاجتماعية قدر مكانة هذا البلد والشعب العريقين.

ولم يخفي الرئيس السيسي على الشعب جسامة التحديات وحجم التشوه الذي طال كل شئ من الاقتصاد للأمن للعدالة الاجتماعية للإصلاح السياسي ومقدار الجهد لإصلاح كل هذا لم يكن سهلاً حتى في وجود إرادة سياسية صلبة تؤمن المجتمع وتحفظ التوازن بين مكوانته متمثلة في الرئيس السيسي.

نعم لقد تحملنا معاً كشعب وقيادة الكثير من تكاليف البناء ونتائج الإصلاح الاقتصادي ولكنه العقد الاجتماعي الجديد الذي ارتضيناه وتمسكنا به في دولة 30 يونيو، وهذا أخطر ما يؤرق أعداء بلادنا في الخارج والمتعاونين معهم بالداخل هو ذلك الالتحام بين المصريين جميعاً وقيادتهم السياسية بل والرئيس السيسي تحديداً على الرأس منها فتُصنع المؤامرات وتُحاك المكائد وتُنشر الأكاذيب وتطمس الحقائق صباح مساء لحث المكافحين من أبناء هذا الوطن الذين يحملون معاول البناء والإصلاح لكي يتحولوا لوقود نارٍ تأكل كل ما تم إنجازه في سبع سنوات وما تم إعداده لمستقبل هذا البلد وأبناؤه.

وفي النهاية فإن وعي المصريين بما حدث لبلاد استجابت لدعوات الهدم المسمومة والمغلفة برداء الإصلاح والإصلاح منها براء هو الصخرة التي تتكسر عليها عبر سنوات دعوات الهدم والتخريب، دعم مصر وقيادتها ليس رفاهيةً ولا شعاراً بل هو ضرورةً اليوم لغدٍ أفضل.