خط أحمر
السبت، 23 أغسطس 2025 11:19 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور السيد الخطاري يكتب كرامب ... والشد العربي (العضلي)

خط أحمر

يعرف الأطباء عادة الشد العضلى أو ما يطلق علية أحيانا (كرامب) ، والذي لا يعدو عن انقباض شديد لا إرادى ومفاجىء لعضلة أو مجموعة عضلات في جسم الإنسان ، ويكون مصحوباً غالباً بألم شديد وعدم القدرة على تحريَك الجزء المصاب ، ويستمر لثوانى أو دقائق معدودة فى معظم الحالات .

أما الشد العربي (العضلي) الذي أصاب أمتنا العربية هذة الفترة ، لم يتنهي في غضون بضع ثواني أو بضع دقائق أو بضع أيام ، بل استمر لسنوات وسيستمر أعواماً وأعوام ، وأخشى أن يبقى ما حيينا وحيت أمتنا العربية الواهنة ، والتي تعاني من شد عضلي طويل ، بدت أعراضه حينما تفرقنا ، واشتدت بعدما تبعثرنا وسرنا فرادى ، فتكالب علينا الأعداء من كل حدق وصوب ، كما تتكالب الأكلة على قصعتها .

فبتغريدة ومرسوم رئاسي جاء من دائرة صغيرة حول الرئيس الأمريكي تقود معه اليوم الملف الإسرائيلي في البيت الأبيض ، قد منح بموجبه من لا يملك (ترامب) ، لمن لا يستحق (نتانياهو) السيادة الإسرائيلية فوق هضبة الجولان التي احتلها الصهاينة عام 1967 ، وفشلت سوريا في استعادتها في 1973، وألحقها الكيان الصهيوني بباقي الأراضي المحتلة في 1981 ، وجاء قرار ترامب برأيي ليضرب بعرض الحائط كل الأعراف الدولية ، ويقضي على ما تبقى من معادلة (الأرض مقابل السلام) التي رسخها قرار مجلس الأمن رقم 242 ، والذى كان يستند على مبادئ من بينها انسحاب قوات الإحتلال الصهيوني من الأراضي التي احتلها عام 1967 .

وأتصور أن مثل هذا القرار المتعجرف من الرئيس الأمريكي بخصوص الجولان ، وما سبقه من قرار له بالإعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، يعد واحدة من حالات الاغتصاب الدولى ، ولا يخدم قضايا الأمن والاستقرار فى المنطقة ، التى تعد من أكثر مناطق العالم توترًا ، بسبب ما يشعر به المواطن العربي من ظلم وإجحاف من قبل الإدارة الأمريكية ، سواء باحتلال الأرض وتمكين "إسرائيل" ، أو باستنزاف ثروات المنطقة العربية ، وجرها إلى صراعات داخلية تخطط لها أجهزة المخابرات الغربية ، وما كان هذا ليكون ممكناً برأيي لولا حالة الترهل التي وصلت لها أمتنا العربية ، وإصابتها بشد عضلي (كرامب) لا يرجى شفاءه .

فإعطاء كرامب هذا العصر (ترامب) السيادة للكيان الصهيوني فوق هضبة الجولان ذات الأهمية الإستراتيجية والثروات الغنية في هذا التوقيت ، وهو ينسحب من سوريا الجريحة ، يعطي نتانياهو قبلة الحياة في الانتخابات الصهيونية في أبريل لتشكيل التحالف الحكومي المقبل ، بعدما تراجعت قوة حزبه الحاكم ومعسكر اليمين الذي يقود الحكومة الصهيونية ، فضلاً عن التقارب بين رؤية الجانبين الأمريكي والصهيوني ، في ملفات إقليمية عدة على رأسها الملف الإيراني، والتعاون الاستخباراتي الكبير بينهما ، والنظرة الإقليمية المشتركة ، وجميعها عوامل في تصورى تزيد من رهان ترامب على نتانياهو الفترة القادمة ، ولاسيما بعدما تشابها حتى في لون رابطة العنق الحمراء ، وتمنح بلا أدني شك الكيان الصهيوني المغتصب مكاسب استراتيجية عدة الفترة القادمة ، على حساب الدول العربية التي تبحث عن أخصائي علاج طبيعي يدلك لها الشد العضلي (الكرامب) الذي لحق بها منذ فترة وهي تلعب مباراة عربية عربية أظن أن طرفيها خاسر مهما ربح فيها الرابحبون وخسر الخاسرون .

[email protected]

السيد خطاري يتنهي الإسرائيلي أمتنا الجزء
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة