تحمل طيات سطوري كلمات علي اوراق ربما تغير لونها او بهتت حروفها اوتبدلت معانيها وتاهت سطورها بين الألم و الوحشه؛ بين الحيره والدهشه؛ بين زمان و زمان ، كشفت لي ان هذه السطور ليست اجمل ما كتبت و ان ما اسطره يمكن ان يتغير من حين لاخر مع التأمل لحال البشر وقلوبهم المتقلبه في التعاملات الحياتيه ككل والتي تجعلك حائرا ما بين عقلك وقلبك وضميرك؛ فلا العقل يقتنع و لا القلب يصدق و لا الضمير يستريح؛ فمن وضع سطورك في عينيه و من القي بها للرياح و من اعتصفها في وجهك ثائرا يبحث عن إكتمال نواقصه منك في واقع سطورك

الواقع انها ليست كلمات عابره بين سطور ولكنها مشاعر نحلمها او نار نكتوي بها في خسائر نفسيه فادحه قد تكون أفقدتنا قيمة احترام الاشخاص او الأشياء بكلمه او ذلة شعور واهم بأن لنا اهميه او مكانه كبيره في قلوب اشخاص احببناهم ثم نكتشف انهم ادني من ان نأخذهم علي محمل الجد في حياتنا بل اننا اسرفنا واهدرنا الكثير من طاقتنا الايجابيه في مشاعر صادقه لقلوب كاذبه؛ نهلك ارواحنا ونجد انفسنا بحاجه الي جلسه استثنائيه مع انفسنا لنعيد ترتيب ما بعثره غبار العلاقات مع من تحمل قلوبهم لقب ( اشباه الادميه).

اصنام متحركه يدعون الصدق المطلق؛ يمدحون ويذمون؛ يحتاجون ويستنكرون؛ يتواضعون ويتكبرون حسب اهوائهم المزاجيه الحاليه ، و اذا اشتد سواد بصيرتهم يحاولون دفننا ويجهلون اننا من الممكن ان نكون بذور تنبت فوق انقاض جهل شعورهم ويبدأ فينا فصل الربيع ، حقا انهم اشخاص يتسمون بالخيبه التي يتبعها الندم علي ما اسرفنا من طيبة وعطاء وثقه وتفاني في اسعادهم ، و منا قوي القلب والعقيده يجد لسان حاله يردد كلمات الله ، ( وقالوا الحمدلله الذي اذهب عنا الحزن) صدق الله العظيم (فاطر ٣٤) .

فنهدأ من نوبات الالم المباغته بالله و ذكره فما الحزن الا قسوه يفرضها المرء علي نفسه كعقاب و ندم علي ثقته فيمن لا يستحق فيبدو مثل الطائر الذي ينشد اجمل واعظم الحانه وهو ينزف بعد ان انتابه حزن عميق و لا يملك اي جواب لدهشة الصدمه و لكن يبحث مرغما في عيونهم عن ذاته المتهالك من قسوة جحودهم فتشاهد عيونه في ذاتهم ما هو اقسي يجعله يشعر بوباء يستوجب العزله احيانا بعد ان يلوح في وجوههم ضاحك باكي يسبح من سواهم سبب حزنه الاشق بعد الحب المحال فالقلب يتغير و قلب القلب يتغير ، ثم يقول ( إنما اشكو بثي و حزني الي الله) صدق الله العظيم (٨٦ يوسف) .

ونعود لنمارس الثقه والمشاعر في الحياه بشكل مختصر جداً من صدمه كامله ما اكتفت بالقسمه ولاقبلت التجزئه ولكن إعلموا جيدا ان مثل تلك الكائنات البشريه ما هي الا مرحله لا تستوجب الندم فقد افادتنا في استيعاب درس كيفية التعامل مع اشباهم ، فإذا عصف شتائهم و حاصرونا بتلال الجليد فلنغلق ابوابنا قليلا ثم نفتح النوافذ لاستقبال الربيع ونسمات الهواء النقي و ننظر علي المدي لنري روعة الشمس تلقي خيوطها تشرق فتصنع عمرا جديد بفرح جديد و تعويض القدر ، فلا تعتقدوا ابداً ان نهاية الاشخاص او الاشياء هي نهاية العالم ليس الكون ما تراه عيناك اطلاقا فعندما يتوقف قلب الانسان يعرضه الاطباء لصدمه كهربائيه فيعود للحياه ، فالصدمات تعيدنا للحياة ايضا ولكن علي النحو الأفضل ، وتذكروا قول الله ( لا تهنوا و لا تحزنوا و انتم الاعلون ان كنتم مؤمنيين) صدق الله العظيم (١٣٩ ال عمران)