خط أحمر
الخميس، 25 أبريل 2024 04:41 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

نيفين منصور تكتب: من قال إن إبليس يبيض؟

خط أحمر

تابعت بالصدفة علي اليوتيوب أحد البرامج التلفزيونية والذي يذاع علي إحدي القنوات الفضائية، تناول موضوع الحلقة العلاقة بين الإنس والجن وفرص التزاوج بينهم وتفسير بعض الرؤي والعلامات التي تدل في الرؤية علي إصابة الإنسان بالسحر أو المس أو الجن العاشق، صدمني محتوي الحلقة، ليس اعتراضاً مني علي مناقشة هذه النوعية من الموضوعات، ولكن كانت الصدمة من كم الأخطاء التي وردت في محتوي الحلقة، وانتشار فيديوهات تحمل نفس الأفكار بنفس الضيوف علي قنوات مختلفة ، حتي وصلت إلي القنوات الكبري التي لها جمهور عريض ومتنوع ، وتتمتع بقدر من المصداقية لدي مشاهديها.

مع كامل إيماني بكل ما ورد في كتاب المولي عز وجل عن الثقلين ودور كل منهما علي هذه الأرض، ووجود الشيطان متمثلا في الجن والإنس علي حد سواء ، وانتشار السحر والسحرة علي مر العصور والأزمنة، وخطورة المرحلة القادمة التي تمهد لظهور الدجال وقرب انتهاء الحياة علي الأرض ، وطريق العودة إلي الحياة الأبدية التي ننتمي إليها جميعاً، فالموت ماهو إلا سفر لعالم آخر ، عالم حقيقي، يفصل فيه المولي عز وجل بين الحق والباطل، إما أن تحيا في سعادة أبدية أو ينتهي بك الحال كما ورد في القرآن الكريم في كتاب سجين حيث يتجمع فيه الفاسقين الملحدين، بالإضافة إلي شياطين الإنس والجن و المنافقين.

الصدمة الحقيقية هو تحول بعض البرامج إلي مناقشة أمثال هذه المواضيع مع علم البعض منهم بعدم مصداقية الضيف المتحدث أو الشك فيه نتيجة عدم استناده علي حقائق مؤكدة مؤرخة في كتب العلماء من أهل الثقة ، أو الاستناد إلي كتاب الله وسنة رسوله، ما شاهدته بعيد كل البعد عن المصداقية ، ولَم أجد سند شرعي حقيقي يمكنه تأكيد صحة كلام الضيف والذي انتشر وجوده بشكل ملحوظ علي معظم القنوات.

انقلبت الموازين في الإعلام، أصبحت أهمية الضيف ترجع إلي مدي التأثير علي عقول المشاهدين بمواضيع دون سند ، يستغل فيها البرنامج انتشار الجهل والأمية في المجتمع المصري، بالإضافة إلي إيمان معظم المصريين بالسحر والأعمال واهتمامهم بتفسير الأحلام، بالتأكيد كل منا يحاول أن يفهم ما يراه في عالم الأحلام، ويفزع إذا ما رأي ما يقلقه من علامات وقد يلجأ إلي بعض الكتب للسلف أمثال كتاب ابن سيرين لمحاولة تتبع الرؤية والوصول إلي معناها، ولكن قد يختلف التفسير وفقاً للحالم وطبيعة شخصيته ونقاء روحه، فلا يمكن أن نفسر العلامات تفسيراً سليماً إلا بمعرفة الشخص الحالم وحياته معرفة دقيقة، وإلا قد يحتمل التفسير الصواب أو الخطأ.

العبور إلي الرؤي مُلك من عند الله، يؤتيه من يشاء من عباده الصالحين ، ولكن هل حقاً كل من يدعي علمه بالتفسير يتمتع بهذه الموهبة، وهل يصح أن يتحول مسار إهتمامات البرامج في معظم القنوات لشغل الناس بضيوف لا سند لصحة حديثهم ، لمجرد إحداث بلبلة أو لزيادة عدد مشاهدات البرامج؟

المفزع حقاً هو الخوض في بعض المواضيع التي لا جدوي من الحديث فيها باستفاضة، لم يذكر عن رسولنا الكريم أو أي من الرسل زواجه من معشر الجن، ولَم يذكر بوضوح ظهور نسل مختلف نتيجة التزاوج بين الثقلين، فما الهدف من إثارة الجدل بمواضيع لا تتمتع بسند شرعي ؟
الأكثر فزعاً هو ما سمعته علي لسان الضيف من استعاذته من بعض الشياطين مستخدماً اسمه كمثل قول الضيف اعوذ بالله من داسم داسم، هل ورد علي لسان رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم أنه استعاذ من شيطان باسمه غير الخبث والخبائث، فهل رسولنا الكريم لم يكن علي علم بأسماء أولاد ابليس ودور كل منهم في إيذاء بني البشر؟

لم يذكر كذلك علي لسان رسولنا الكريم أحاديث تؤكد صحة ما قيل عن أن ابليس يبيض ولديه في فخذيه أعضاء رجل وأنثي، فهل ابليس هو رمز لجنس مختلط ؟ من يؤكد صحة هذا الحديث؟ بالتأكيد أننا لسنا علي اطلاع بهذا العالم الغامض، وربما يكون المولي عز وجل قد فتح علي بعض الصالحين فتوح العارفين ليطلعهم علي عجائب خلقه، ولكن يبقي السؤال من جديد ، كيف يتم تداول معلومات مغلوطة وغير موثقة توثيقاً دقيقاً، ونشر مثل هذه الأفكار بين جموع الناس لفتح أبواب للفتن؟.

الثابت في كتاب المولي عز وجل هو وجود ذرية لإبليس حيث قال تعالي (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) وهذا يدل علي وجود ذرية لإبليس ، ولكن لم يذكر في كتاب الله أنه يبيض ،وإذا كان كذلك فماذا تفعل أنثي الشيطان هل تبيض أم تلد وهل لديها هي الأخري أعضاء الذكر والأنثي؟ و استناداً إلي رأي العلماء فإنه لا يخفى أن هذه الأقوال ونحوها لا معول عليها لعدم اعتضادها بدليل من كتاب أو سنة ، فقد دلت الآية الكريمة على أن له ذرية ، أما كيفية ولادة هذه الذرية فلم يثبت فيه نقل صحيح ، ومثله لا يُعرف بالرأي.

يجب احترام عقول البشر وعدم التطرق لمواضيع لن يؤدي الخوض فيها إلا لفتح أبواب الفتن، لدينا من الهموم والمشكلات ما يستحق المناقشة أكثر من بيض الشيطان والدخول في حوارات عن عوالم خفية، بمعلومات مغلوطة أحياناً لمجرد تحقيق نسبة مشاهدة عالية.

نيفين منصور من قال إن إبليس يبيض خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر