مقالات

محمد محفوظ يكتب: السد وعصابة الأمم الملتحدة

خط أحمر

إندهشت كثيرا من ردود أفعال بعض المصريين عندما أعلنت أمس إثيوبيا رسميا عن بدء ملء سد النهضة، وكأنها كانت مفاجأة بالنسبة لهذا البعض ، أما أنا وأتصور القليل مثلي ممن كانوا يتابعون الموضوع بكثب فلم يثير الموضوع اندهاشهم، لأن هذا لم يحدث في ليلة وضحاها، ، فإثيوبيا طبخت الطبخة حتى استوت... وحبكت الحبكة حتى نجحت في تنفيذ مخططها المسنود من العصابة إياها التي تكيد لمصر منذ فترة وتتربص بها وبأمنها المائي على مرأى ومسمع من دول العالم بمختلف ألوان أعلامه وتنوع جنسياته .

ولعلى أتذكر ما كتبه شاعرنا الكبير فاروق جويدة منذ ما يقرب من شهر في مقاله الذي نشرته جريدة الأهرام ، والذي طرح فيه تساؤلات عدة تبحث عن إجابه هناك من بينها : أين العالم من سد النهضة ؟ وأين ردود الفعل العالمية من جريمة واضحة المعالم ضد مصر والسودان ؟ أين الدول الصديقة التى تربطها بمصر مصالح تاريخية ؟ أين أمريكا القوة العظمي التى انسحبت إثيوبيا ورفضت أن تعترف بها وسيطاً؟.. وأين الاتحاد الأوروبي؟ وأين الصين؟.

فأسمح لي أن أجيبك أستاذي الكبير وأخبرك بأن الحقيقة المرة خير من خداع ناعم، فهذه الدول جميعها لا تسعى إلا لمصلحتها فقط، وهذه هي الحقيقة المرة التي نعلمها جميعا، فحينما تكون المصالح يكون التواجد، فالمصالح هي من تحرك هذه الدول، فهم يتبعون المبدأ الميكافيللي، الغاية تبرر الوسيلة بحيث توضع مصالحهم في المقام الأول دون النظر للآخر.

ودعني أؤكد لك أنه وحينما تم تحويل ملف سد النهضة لمجلس الأمن الدولي، وإن كان هذا هو الطريق الشرعي والصحيح لحل القضية، كنت أؤمن ولا أزال بأن القضية لا تحل من خلال مجلس الأمن، الذي تحكمه مصالح الخمسه الكبار أصحاب الفيتو ، وذلك إيمانا بأن ما سرقته الحداية خلسة من البرج أو العشة لن يعود مرة أخرى، ليكون تأكيدا للمثل القائل "عمر الحداية ما بترمي كتاكيت ".

وهذا ما يفعله مجلس الأمن الدولي ، كما كانت تفعل من قبل عصبة الأمم أو كما شئت فقل عصابة الأمم.

فلا تندهش عزيزي لأنك لو ركزت في التفاصيل التالية ستتأكد أن الموضوع كان حتما سيكون أمرا واقعا ، فمنذ الفترة ما بين 1956حتى 1964 تم تحديد الموقع النهائي لسد النهضة الكبير الإثيوبي بواسطة مكتب الولايات المتحدة للاستصلاح (احدى إدارات الخارجية الأمريكية) خلال عملية مسح للنيل الأزرق دون الرجوع إلى مصر حسب اتفاقية 1929.

وفي نوفمبر 2010 تم الانتهاء من تصميم السد. وفي 31 مارس 2011 وبعد يوم واحد من الإعلان عن المشروع، تم منح عقد قيمته 4.8 مليار دولار دون تقديم عطاءات تنافسية للشركة الإيطالية ساليني.
أما في 2 أبريل 2011 وضع رئيس وزراء إثيوبيا السابق ملس زيناوي حجر الأساس للسد، وفي يوليو 2019 التاريخ المقرر فيه أن يتم الانتهاء من المشروع.

كما أن تكلفة الإنشاء تقدر 4.7 مليار دولار، ويعد أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، والعاشر عالميا، وسعة التخزين 74 مليار متر مكعب، ما يعادل الحصة السنوية لكل من مصر والسودان.

فمن الواضح للجميع يا عزيزي أن إثيوبيا ليس لديها خيار إلا وملء السد.

فنحن رأينا جميعا التعنت الأثيوبي المدعوم باللهو الخفي الذي قد يعرفه الجميع وفي تحدي صارخ لجميع الأطراف المعنية بقضية سد النهضة، فهاهو نائب رئيس الوزراء، ديميك ميكونين يقول، أن بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير يجري على قدم وساق في محاولة لبدء ملء المياه بالإطار الزمني المحدد له.

والسؤال الذي أعيده على مسامع حضراتكم هل بعد كل هذا السرد والتخطيط الإثيوبي لسد النهضة ينتظر أحد بأن تستجيب إثيوبيا لأي مفاوضات بعيدة عن الهدف الذي تسعى إليه؟!.

فلا تصدق عزيزي هذا القسم الذي ردده أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي قائلا : " أقسم والله والله.. لن نلحق الضرر بمصر"، فعندما رأيته يقسم تذكرت المثل القائل قالوا للحرامي إحلف قال جالك الفرج.

فالقضية برأيي لم ولن تحل إلا إذا اتحد العرب جميعا ووقفوا على قلب رجل واحد مع مصر في مواجهة هذا الحدث كما اتحدوا من قبل في حرب 1973، لأن مصر عمود الخيمة الكبيره وقلب الوطن العربي النابض وليدركوا جميعا أنه لا قدر الله إن سقط العمود سقطت الخيمة كلها وإن توقف هذا القلب عن النبض مات الجسد دون عودة ، فإما نكون أو لا نكون. كما أهمس في أذن صانع القرار ألا ينتظر حلا سياسيا من خلال ما يسمى بمجلس الأمن أو غيره من المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى والتي باتت المصالح فيها هي المتحكمة والملتحمة والملتحدة .

ودعني أعود بك مرة أخرى لمقال شاعرنا الكبير فاروق جويدة وهو يقول في نهايته : " لا أدرى هناك أشياء كثيرة غامضة تجاه سد النهضة وهناك مواقف مريبة والجميع يسأل وأين إسرائيل واتفاقيات السلام والتطبيع وكامب ديفيد؟ خاصة أن هناك أطماعا إسرائيلية فى مياه النيل من زمن بعيد.. إن هذه المواقف الغامضة دولياً وإقليمياً تدعونا للتساؤل: هل هذا إهمال من جانبنا أم هو غموض فى مواقف الآخرين؟

واختتم معكم بالرد عليه وعلى غيره ممن طرحوا مثل هذه التساؤلات من قبل وأقول لهم يجب أن ندرك أعزائي بأن أمريكا وإسرائيل وأعوانهم قبل إثيوبيا هم أصحاب المصالح الحقيقة في بناء وملء السد بهذه السرعة وبهذه الطريقة.

وختاما أحب أن أطمئنكم جميعا وأقول لكم ينبغي علينا بأن ندرك بأن الجيش المصري العظيم يده طولى ولا يعتدي ولكن باستطاعته حماية أمن مصر بمختلف مستوياته وفي كل الأصعده ، وخلفه شعب أبي أصيل لا يستطيع كسره أحد واسألوا التاريخ عنه وعن جولاته وصولاته ، حفظ الله مصر التي ستبقى هبة النيل رغم أنف كل عصابة الحاقدين الملتحدة.

محمد محفوظ السد وعصابة الأمم الملتحدة خط أحمر

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8414 30.9386
يورو 33.4352 33.5529
جنيه إسترلينى 38.1940 38.3236
فرنك سويسرى 34.6611 34.7859
100 ين يابانى 20.3856 20.4539
ريال سعودى 8.2235 8.2498
دينار كويتى 99.9204 100.3391
درهم اماراتى 8.3961 8.4239
اليوان الصينى 4.2536 4.2682

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,097 شراء 3,109
عيار 22 بيع 2,839 شراء 2,850
عيار 21 بيع 2,710 شراء 2,720
عيار 18 بيع 2,323 شراء 2,331
الاونصة بيع 96,321 شراء 96,677
الجنيه الذهب بيع 21,680 شراء 21,760
الكيلو بيع 3,097,143 شراء 3,108,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
بنك القاهرة
بنك مصر