مقالات

أحمد البدرماني يكتب: العالم ما بين الوباء والدعاء

خط أحمر

لا شك أن الكل متضرر من تلك الأزمة العالمية التي تشاهدها البلاد والعباد من فيروس كورونا فإن الحياة أصبحت شبه متوقفة والعالم الان مشدود بكل أدوات الوقاية والحماية تجاه الاوطان والمواطنين ويحاول بكافة الإجراءات ايقاف انتشار فيروس كورونا والسيطرة عليه ولو كان حل مؤقت من إجراءات حجر صحي أو حظر التجوال فالعالم أجمع أتخذ تلك الإجراءات من أغلاق مساجد وكنائس ومحالات تجارية ومقاهي فهذا الفيروس لا يفرق بين ساجد عابد بين يدي الله أو عامل داخل عمله أو جالساً بالمطعم أو المقهي.

فالوضع لا يستهان به والعالم يقف على أطراف أصابعة يسعي لإيجاد حلول أو دواء لهذا الفيروس فالكل متضرر من تلك الأزمة وأولهم المواطن الذي يعمل أجر يوم بيوم ليحصل على حاجتة وقوت أسرتة اليومي الضروري أن كان بالعمالة بكافة أشكالها أوالقطاعات الخاصة والشركات وهذا ناتج عن إجراء الدولة ووزارة الصحة من حجر صحي وحظر التجوال الذي يترتب على أثره ذلك ولا شك أنه الاجراء الصحيح لتفادي ووقاية المواطنين وعدم إنتشار هذا الفيرس والسيطرة عليه حتي وأن كان حل مبدئي وإجراء وقائي لوجود حلول أخري أو دواء لهذا الفيروس القاتل حيث أنه لا يوجد حل أخر نفعلة سوى الحجر الصحي أو حظر التجوال والزام المواطن نفسه بنفسه بالجلوس بالمنزل إجراء وقائي وواجب إنساني ووطني لعدم إصابتة وإصابة الآخرين بهذا الفيروس فالدولة تفرض الحظر لدواعي تتعلق بصحتك وصحة الآخرين جلوسك في البيت هو حجر صحي بديل عن المستشفى وحتي الان يعد هو العلاج في عدم انتشار تلك الفيرس بيننا حياتك متعقلة بالآخرين وتقبلك للإجراءات الوقائية في هذة المرحلة هو سفينة النجاة التي نعبر بها من تلك الأزمة.

ودائما شعبنا العظيم يقدم ويظهر الصمود والصبر عند الشدائد والمحن بكافة أشكالها ، وأما لبعض غائبي الوعي والضمير بأشكالهم المختلفة التي تخرج علينا بالازمات عبر صفحات التواصل الاجتماعي وتخلط ما بين الأمر والاخر وتدلس الحقائق وتروج الشائعات وتهدر الثقة بالنفوس برفع أصوات جهلهم تجاه الدولة ووزارة الصحة والعلم والعلماء ويعبثون بالقرارات الوقائية من حجر صحي وحظر تجوال واغلاق مساجد وكنائس وقطاعات خاصة أو حكومية فهذا خوفاً على المواطن وعدم إصابته بهذا الفيروس وعدم إنتشاره من شخص إلي آخر والوقاية خير من العلاج فما بالكم إن كان حتى هذه اللحظة لم يتوصل العالم بكل تقدمة العلمي إلى علاج حقيقي للشفاء من هذا الفيروس إذن الوقاية هي العلاج والسبيل الوحيد الذي يحمينا من خطر هذا الفيروس القاتل وعدم انتشاره ، فلا يصح أبداً الهزل وقت الأزمات والشدائد فما يفعلونة هولاء الغوغائيين من بث إشاعات مغرضة وكثرة الثرثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعدم إحترام القرارات الوقائية للحفاظ على أرواح المواطنين هو عبث وجهل وتغيب للوعي والضمير في وقت شديد بكل أحواله فإن ذلك الفيروس لا يفرق بين غني أو فقير أو كبير أو صغير حتى بين طبيب ومريض.

وهنا استشهد بحديث النبي صل الله عليه وسلم وهو أصدق القائلين في الحديث الشريف من جلس في بيته فهو شهيد وإن لم يمت قال النبي ﷺ "ليس من رجل يقع الطاعون فيمكث في بيته صابراً محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد" لذاً فهي إجابة ودواء أصدق القائلين فلا داعي للهراء وكثرة الكلام الوضع لا يتحمل ذلك حتي نمر من تلك الأزمة الصعبة التي يمر بها العالم أجمع والتي يجب علينا جميعاً فيها وحدة الصف وتشابك الايادي الغني بالفقير فإن بيننا الكثير والكثير يعملون أجرة يوم بيوم لقضاء حوائجهم وقوتهم اليومي فهو ليس شفقة أو صدقة إنما في المقام الأول هو واجب انساني وديني ووطني تجاه كل غني ميسور الحال في استطاعتة تقديم المساعدات لمن حوله ولا مانع من إخراج الصدقات في وقت الأزمات فالأصل في الصدقة هي أن تنفس كرب أو تدفع اذي فالعلم له صدقة كالطبيب والصيدلي والمعلم والعالم من أهل الدين والعلم والوعي ليبث التفاؤل والطمأنينة لكل من حوله وكذلك من أنعم الله عليه بالغناء والمال والثراء.

فكلنا في احتياج بعضنا البعض في تلك الأزمة ، هذا الوقت يجب أن تعم فيه الإنسانية وتتشبع به الضمائر رحمة وعدلاً وأخلاقاً ، وفرض حظر التجوال مخافة على أرواح العباد والبلاد وهو إجراء وقائي لعدم انتشار هذا الفيروس أن معدن الشعب المصري الأصيل دوماً يظهر في المحن والشدائد ليقدم ارقي صور الإنسانية وأجملها ليس ذلك غريب على شعب زادة الرضا والصبر والتحدي وأمله السلام والمحبة وفي هذا الوقت من لم يمتلك المال يقدم النصح والإرشاد والطمأنينة حتي نعبر سالمين غانمين فالوضع القائم لا يتحمل أن يحتكر التاجر سلعة أو الطبيب علم لديه أو توعية تجاه الآخرين أو الصيدلي دواء فإن روح الإنسان عزيزة غالية على خالقها بل هي في المقام الأول علينا جميعًا الغني والفقير أن نقف كتف بكتف ولو تقاسمنا الطعام حتي لا يكون هناك ضحايا بيننا تموت جوعًا أو فقراً ليس في الصالح العام استهزاء البعض بذلك الفيروس أو عدم إحترام للإجراءات الوقائية وحظر التجوال فسوف يؤدي بنا إلى ازمة وكارثة حقيقة لا يعلم مداها الا الله يجب أن نساعد الدولة في كافة الإجراءات التي من خلالها نمضي بسلام ، هذه الازمة يجب علينا جميعًا النظر بعين العظة والاتعاظ وافاقة الوعي والضمير فالدول المتقدمة القوية التي كانت تسود العالم أصبحت تنزف وترتبك مخافة إنتشار هذا الفيروس المهلك لابد من أتباع التعليمات والإجراءات الوقائية وتكتاف إجتماعي روحي ومعنوي حقيقي وأن ندعوا الله بقلوب مؤمنة مطمئنة في رحمتة وغوثه سائلينه أن يعاملنا برحمته ولطفه وفضله وأن يرفع الغمة عن هذه الأمة وسائر البلاد والعباد أجمعين وأن يحفظ بلدنا مصرنا من كل وباء وبلاء ويخرجنا جميعاً سالمين غانمين .

أحمد البدرماني العالم ما بين الوباء والدعاء خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر