مقالات

فريهان طايع تكتب: قسوة الآباء لا تولد غير قسوة الأبناء

خط أحمر

بر الوالدين كلمة تسيطر على منابر المساجد و في كل الخطابات الدينية لكن ماذا عن بر الأبناء؟

لماذا في بعض العائلات تهيمن الديكتاتورية و كأن الأبناء عبيد ليس لهم أي موقف؟

عندما استمع في بعض البرامج الإجتماعية عن العلاقات كيف أصبحت الآباء و الأمهات يتحدثون عن قسوة أبنائهم لكن هل القسوة تأتي من غير سبب؟ أكون متأكده أن النتيجة الموجودة أمام العلن هي جملة من الأسباب فالقسوة لا تولد غير القسوة و الديكتاتورية لا تولد غير العناد و العصبية لا تولد غير أبناء انفعاليين و الظلم لا يولد غير أبناء ظالمين في هذه الحاله عن أي بر سنتحدث ؟

بينما الحالة الثانية و التى تغيب في عدة عائلات هي الحب و الرحمة و الإحترام فلو احترم الآباء أبناءهم فسيحترمون الأبناء اباهم لأن التربية المبنية على الشتائم و قلة احترام الأبناء و قلة الثقة في إمكانيات و مؤهلات هؤلاء الأبناء لا يمكن أن ينجر عنها غير التمرد .

في القرآن الكريم تحدث الله عز و جل عن بر الآباء لأنه يعلم جيدا أن الأب و الأم رمز التضحية و العطاء أعطاهما مكانة عالية جدا لأنهما يكرسون كل جهدهم لخدمة أبناءهم لكن الله لم يتحدث عن الآباء المتسلطين فلماذا نأخذ القرآن بشكل مسلم بدون تفكير لأن الله ليس ظالم بل عادل فكيف يرضى بظلم و قسوة بعض الاهالي على أبناءهم و دعني أخبركم انه حتى لو تغير هذا الأب و الأم فنظرة الإبن لن تتغير خاصة لو عانى من طفولة صعبة من إهانة من ضرب من شتائم .

اسمع كثيرا من القصص الغريبة إحدى الشخصيات حدثتني بكونها تكره والدها لحد أنها تتمنى له الموت استغربت تساءلت بدهشة ما الذي تقولينه

أخبرتني بلغة كلها حزن ما دور الأب في الحياة اخبرتني أن والدها لا ينفق عليهم أن والدها يأخذ المال من والدتها بالعنف و هي من تقضي الساعات في العمل الشاق من أجل أبنائها و هو من يجلس في البيت و يحتقر بناته لأنهم بنات .

أخبرتني أن والدها لا يجيد غير التسلط أنه ليس سند بل هو جلاد وفي احدى القصص أيضا فتاة قد اعلنت أمام الجميع بأنها تريد أن تقول كلمة أكرهك لوالدها هذا الأب الذي لا ينفق و يعود كل يوم الى البيت من الحانة بكيت بحرقة يومها بكيت لبكائها لم أجد ما اقوله و لا مبرر واحد يشفع له حاولت أن اخفف عنها هو والدك هو يحبك لا تعلمين ما في قلبه كلمات لست مقتنعة حتى أنا بها

فأي بر هذا أمام هذا الصنف ؟

ماذا عن الأب الذي يكفر بالاله كيف سيكونون أبنائه هل سيكونون قمة في الإيمان و التقوى أم مزيج من صناعة متخلف عقليا.

أثرت فيا قصة إحدى الفتيات أباها دائما ما يتفوه بكلمات فيها الكفر شخصية منافقة لأقصى حد لم تنكر بكونه ينفق عليهم لكن أخبرتني أنها قد عانت طفولة صعبة جدا لحد أنها قد أقدمت على محاولة الانتحار لحد أنها تكره عائلتها لحد انها شخصية لا تفهم ماذا تريد حائرة ضائعة و هي من كانت طفلة صغيرة خائفة أمام قسوة هذا الأب الذي يعنفها لاتفه الأسباب و ظلما ،الذي يرعبها بغضبه الذي يتجاوز البركان أخبرتني أنه تغير لكنها لم تنسى أصبحت تعامله بحدة و بنوع من القسوة سألتني كيف أنسى اخبريني كيف أنسى انظري فقط لوجهي الحزين سوف تفهمين انظري فقط سوف تفهمين كيف يمكنني أن أنسى كلمات لم تبارح تفكيري أخبرتني أنها تحقد أيضا على والدتها لأنها شريكة لهذا الأب لأنها دائما تخبرها بكونها مخطئة و الأب على حق و هي ليست مخطئة ماذا فعلت هل أخطأت عندما تحدثت مع احدى الصديقات؟ ام أخطأت عندما كانت لها ساعة إضافية في المعهد بطلب من إحدى المدرسات؟ أو أخطأت عندما تحدثت معه و طلبت بعض النقود و هو غاضب بسبب عمله ؟

أخبرتني أنها في يوم كانت مصرة أن تذهب للمكتبة لدراسة و ما إن عادت وجدت والدها قد ألقى كل الصحون على الأرض اخبرتني أنه الرعب الذي لا يمكن ان تصفه و اتهمها أنها كانت في لقاء مع شخص وصفت ذلك الشعور بكل حزن، أقسمت أنها شعرت بالظلم بطريقة لا يمكن وصفها لكنها لا تنسى نعم لا تنسى صوت الصراخ بسبب مشاكل تافهة اخبرتني أنها تحاول ان أحبه لكنها لا تنسى هي تسامحه لكنها لا تنسى .

أخبرتني أنها تكره الزواج بسبب أباها لأنها لا تريد ان تتزوج من شخصية مثل شخصيته هي الآن متجاهلة لكن قلبها محطم.

قصص الكثيرات أكتبها بكل حزن كل ما أتذكر كلمة كيف أنسى لا أتمالك نفسي عن البكاء نعم هي محقة كيف تنسى و الله ليس ظالم هو عادل سألتني هي تحب الله لكن عندما تشعر بالحقد تجاه والدها أو عائلتها و لا تتمالك نفسها على الصراخ أخبرتني أنها أصبحت عصبية جدا اخبرتني أن صحتها بسبب المشاكل ليست على ما يرام و لم يعد بإمكانها ان تتحمل أخبرتني أنها لا يمكنها ان تواجه الله و تقابله في كل صلاة عندما تصرخ في البيت سألتني كيف اقابله و هو من أوصى ببر الوالدين سألتني أنا عاصية أليس كذلك كيف ابرهم اخبريني لم أجد ما أقوله انا عاجزة أن اخفف عنها في هذه الحالة أجبت لا اعلم أنا فعلا لا أعلم .

أخبرتني أنها أصبحت تغضب منهم لأتفه الأسباب سألتني هل هذا عقوق للوالدين أم ردة فعل طبيعية رغم أنها لا تفعل ما يخجلهم هي رمز الأخلاق و التضحية لكنها لم تنسى .

أمام كل هذه المشاهد و القصص أردت أن أشارككم قصص الكثيرات و أذكر الناس أن بر الأبناء يعني بر الاباء و العكس أيضا صحيح فارحموا كي ترحموا.

فريهان طايع قسوة الآباء لا تولد غير قسوة الأبناء خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر