مقالات

إبراهيم سليم يكتب: كورونا ومقاصد الشريعة الإسلامية

خط أحمر

لا شك أن من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس: فيَحرُم قتل النفس وإيذاؤها والتسبُّب لها بأي نوعٍ من الإيذاء الجسدي أو المعنوي. حفظ الدين: فيحرم الاقتراب من الدين الإسلامي لمسلمٍ أو الإساءة له، كما يحرم على مسلمٍ أن يسيء إلى ذمّي أو مشركٍ في دينه ما دام لم يصدر منه إساءة مباشرةٌ للإسلام وأهله، ولا ينبغي أن يُساء إلى الأديان التي جاء بها الله بطريق الرسل مطلقاً. حفظ المال: فيحرم على المسلم أن يأخذ مال غيره دون وجه حق. حفظ العقل: فيحرم على المسلم أن يعتدي على عقله فيُذهبه بالمُسكِرات والمخدرات وغيرها. حفظ النسل: فيحرم الاعتداء على نسل أحدٍ من الناس بقتل أجنّته أو انتهاك حُرماته بالزنا وغير ذلك.

- حفظ النفس..الله تبارك وتعالي جعل الروح هي اكبر امانة عند الإنسان عليه ان يحافظ عليها وان يهتم بها ..هذه الروح هي الطاقة الخفية التي لايعلم سرها الا الله عزوجل هي المسئولة عن حيوية الأعضاء وبث الطاقة في انحاء الجسد حيث ان الجسد اذا خرجت منه الروح ينتقل المرأ من عالم الأحياء الي عالم الأموات الروح هي سر من أسرار الخالق عزوجل قال تعالي(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)

فهذه الأية كانت ردا علي سؤال للنبي محمد صلي الله عليه وسلم، روى البخاري ومسلم والترمذي عن عبد الله قال : بينا أنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح . فقال : ما رابكم إليه ؟ وقال بعضهم : لا يستقبلكم بشيء تكرهونه . فقالوا : سلوه . فسألوه عن الروح فأمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يرد عليهم شيئا ; فعلمت أنه يوحى إليه ، فقمت مقامي ، فلما نزل الوحي قال : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا لفظ البخاري.

الإسلام اهتم بالمحافظة علي حق الانسان في الحياة ولا يجوز قتل النفس الا بالحق كما قال تعالي ((وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقّ) وقال تعالى: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)، بل حرم الاسلام جميع انواع الايذاء للنفس حتي ولو كان هذا الايذاء معنويا او التهديد بالقتل و قَالَ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ).[٧]

- والحق في الحياة في الإسلام ليس مقصوراً على المسلمين فقط، بل هو مكفول لغير المسلمين الذين يقيمون في دولة الإسلام، فقد جاء في صحيح البخاري مرفوعا :”مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا”.

ففي الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لزوال الدنيا أهون علي الله من قتل رجل مسلم) أخرجه النسائي. كل هذا ندلل به علي ان حماية نفس الإنسان هي اولوية اولي لايمكن التهاون مع اي شئ يسبب ازهاق الارواح او قتل الانفس فحرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة ، بل من الدنيا أجمع

وفي هذا الصدد ونحن نواجه هذا الوباء (كورونا) الذي ضرب شتي بقاع الأرض يجب ان تتم كل الإجراءات التي من شأنها ان تحافظ علي سلامة البلاد والعباد

كيفية التعامل مع الطاعون

يرى جمهور العلماء منع القدوم على بلد الطاعون ومنع الخروج منه فراراً من ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” الطاعون آية الرجز ابتلى الله عز وجل به أناساً من عباده، فإذا سمعتم به فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه ” (6).وأخرج مسلم من حديث عامر بن سعد أن رجلا سأل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن الطاعون، فقال أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنا أخبرك عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” هو عذاب أو رجز أرسله الله على طائفة من بني إسرائيل أو ناس كانوا قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوها عليه، وإذا دخلها عليكم فلا تخرجوا منها فراراً “(7).

وأخرج أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: قلت: يا رسول الله فما الطاعون؟ قال: غدة كغدة الإبل، المقيم فيها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف ” (8).

هذا اشبه بمايسمي اليوم بالحجر الصحي الغرض منه الحفاظ علي صحة الناس عامة اسأل الله ان يرفع عننا الوباء والبلاء.

رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا

إبراهيم سليم كورونا ومقاصد الشريعة الإسلامية خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة