كشف محمد عامر، محامي الفتاة ضحية الاعتداء بسبب مطالبتها بميراثها في مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، تفاصيل الواقعة المأساوية، موضحًا أن موكلته طالبة بكلية العلاج الطبيعي، وأن جوهر الأزمة يدور حول نزاع على ميراث تُقدر قيمته بنحو أربعة ملايين جنيه.

وأوضح عامر في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الميراث كان من المفترض تقسيمه بالتساوي بين أربعة أشقاء، بحيث يحصل كل منهم على مليون جنيه، إلا أن ثلاثة من الأشقاء الأحياء استحوذوا على نصيبهم كاملًا، ثم قرروا اقتسام النصيب الأخير فيما بينهم، رغم أنه يخص أبناء شقيقهم المتوفى، في تصرف وصفه بأنه يحمل شبهة قانونية وجنائية.

وأضاف أن أبناء الشقيق المتوفى، وهم محمود وخالد وشقيقتهما ووالدتهم، تعرضوا لضغوط للتوقيع على إقرار براءة ذمة مقابل حصولهم على مبلغ 40 ألف جنيه فقط بدلًا من مليون جنيه كاملة، مع توقيع مستند يفيد بحصولهم على كامل حقوقهم القانونية، وهو ما يسقط حقهم قانونيًا بمجرد التوقيع، رغم عدم إدراكهم لحقيقة حقوقهم في ذلك الوقت.

وأشار المحامي إلى أنه بعد أن علم أحد الورثة بحقه الحقيقي عقب التوقيع، نشبت خلافات حادة مع بعض أعمامه، وأسفرت عن مشكلات سابقة وبلاغات متبادلة، قبل أن تحاول إحدى قريباتهم، وهي طبيبة شابة، التدخل لإنهاء النزاع ولمّ شمل الأسرة، حرصًا على عدم تفاقم الخلافات أو تحولها إلى فضيحة داخل القرية.

وأكد عامر أن الطبيبة توجهت إلى مكان تجمع العائلة بنية الصلح، إلا أنها فوجئت بتعرضها لاعتداء عنيف من أحد أعمامها وزوجته وأبنائه، حيث تم التعدي عليها بالضرب والإهانة هي وبعض أقاربها، في واقعة موثقة بمقاطع فيديو جرى عرضها.

وأوضح أن الأجهزة الأمنية قامت بدورها الكامل، حيث ألقت القبض على جميع أطراف الواقعة، بينما باشرت النيابة العامة التحقيق، وقررت حبس المتهمين، مع قيد الطبيبة في القضية كمجني عليها وشاهدة في الوقت ذاته، وفقًا للإجراءات القانونية المتبعة.

واختتم محمد عامر تصريحاته بالتأكيد على أن القضية لا تتعلق فقط بنزاع على الميراث، بل تعكس أزمة أخلاقية حقيقية وانعدامًا في الضمير، مشددًا على أن ما حدث يمثل اعتداءً صارخًا على القيم الأسرية والإنسانية قبل أن يكون خلافًا قانونيًا.