علق الإعلامي محمد موسى على تأييد الحكم الصادر بحبس الفنان محمد رمضان لمدة عامين على خلفية أغنيته «أنا رقم واحد يا أنصاص»، مؤكدًا أن القضية المطروحة لا تتعلق بشخص بعينه، بل بظاهرة فنية واجتماعية مقلقة وصلت إلى حد أن يعتقد بعض النجوم أنهم مصدر تعليم وتوجيه للأجيال الجديدة، معتبرًا أن هذا التصور في حد ذاته يمثل كارثة حقيقية.
وأوضح محمد موسى خلال تقديم برنامجه "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، أن الإشكالية الأساسية لا تخص محمد رمضان كشخص، وإنما مسارًا فنيًا كاملًا اختار فيه البعض أن يتحول الإسفاف إلى بضاعة رائجة، والبلطجة إلى أسلوب حياة، والصوت المرتفع إلى بديل للقيمة والمعنى.
وأشار إلى أن محمد رمضان، منذ ظهوره، تبنى نموذجًا مختلفًا بعيدًا عن الدراما الإنسانية أو الأداء المركّب، قائمًا على صورة «القوي الغشيم» الذي يحصل على حقه بيده ويتصرف وكأنه فوق القانون.
وأضاف أن هذه الصورة، مع مرور الوقت، لم تعد مجرد دور درامي داخل عمل فني، بل تحولت إلى نموذج متكرر يُعاد إنتاجه، وتُردَّد كلماته في الأغاني، وتُقلَّد ألفاظه، وتُستنسخ سلوكياته في الشارع.
وشدد على أن الخطورة الحقيقية لا تكمن في أغنية أو مشهد بعينه، بل في تقديم الإسفاف باعتباره نجاحًا، وتسويق البلطجة على أنها قوة، في مقابل غياب ترسيخ القيم والمعايير الصحيحة لدى الأجيال الجديدة.
وأكد محمد موسى أن الفن ليس بريئًا، وأن النجومية لا تمنح صاحبها حصانة أخلاقية، وأن الجمهور لا يجب أن يكون حقل تجارب فعندما يطبع الفن العنف، ويبسط الإسفاف، ويبيع الوهم على أنه قدوة، يصبح من الضروري التوقف وطرح السؤال الجوهري: هل هذا هو النموذج الذي نريده لأبنائنا؟ وهل هذه هي الصورة التي نحب أن نُصدّرها عن مجتمعنا؟
وتابع أن القضية لا تتعلق بحكم قضائي أو «تريند» عابر أو اسم لامع، بل بالخطر الأكبر المتمثل في تحول المجتمع إلى ساحة تقليد أعمى، وغياب الدور التنويري للفن لحساب الأرباح والشهرة فقط، وانتقد ما وصفه بحالة الانحدار، حيث يلجأ بعض الفنانين إلى استغلال الأزمات الشخصية أو حتى الطلاق من أجل صناعة ضجة إعلامية وضمان الوجود المستمر.
واختتم محمد موسى حديثه بالتأكيد على أن كل ظاهرة لها عمر افتراضي، وأن موجات الإسفاف والضجيج مهما طالت ستنتهي، لأن ما يبقى في النهاية هو الصحيح وحده، مهما حاول الزيف أن يفرض نفسه مؤقتًا.