سياسة

البريكس والهدنة في غزة.. كيف تمزج القاهرة بين الاقتصاد والدبلوماسية لتحقيق النفوذ الإقليمي؟

خط أحمر

أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الجنوب أفريقي يحمل دلالات استراتيجية تتجاوز إطار المجاملة البروتوكولية، مشيرًا إلى أن القاهرة باتت تمزج بين أدوات القوة الاقتصادية والتحرك الدبلوماسي في إدارة ملفاتها الإقليمية والدولية.

وأوضح العزبي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن جنوب أفريقيا تعد من أبرز الدول التي تبنت الموقف القانوني ضد إسرائيل في المحافل الدولية، سواء في محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما يفسر اهتمام القيادة المصرية بتعزيز التنسيق السياسي معها خلال هذه المرحلة الحساسة التي تشهدها المنطقة، خاصة بعد التطورات الأخيرة في قطاع غزة.

وأشار إلى أن القاهرة تسعى لتثبيت الهدنة في غزة باعتبارها جزءًا من مقاربة أوسع تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي، وفي الوقت نفسه تعظيم دورها الاقتصادي من خلال الانضمام إلى تكتلات دولية كبرى مثل البريكس، الذي يضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.

وأضاف العزبي أن انضمام مصر للبريكس فتح آفاقًا جديدة للتعامل التجاري بالعملات المحلية وتقليل الاعتماد على الدولار، إلى جانب تعزيز التعاون في مجالات التعدين والطاقة والصناعات التحويلية، مؤكدًا أن هذا التقارب بين القاهرة وبريتوريا يعكس رؤية مصر الواضحة لقيادة مسار التكامل الأفريقي.

وأوضح الخبير الدولي أن مصر تمتلك قوة بشرية وموقعًا جغرافيًا استراتيجيًا يجعلها شريكًا محوريًا لجنوب أفريقيا الغنية بالموارد المعدنية، وأن التكامل بين الجانبين يمكن أن يشكّل نواة لتحالف اقتصادي – سياسي قوي داخل القارة، خاصة في ظل تنامي التحديات العالمية.

واختتم العزبي تصريحه بالتأكيد على أن مصر تمارس دبلوماسية متوازنة تجمع بين الحوار والردع، وتتحرك بثبات في كل الاتجاهات، لتثبت أنها قادرة على صياغة معادلة جديدة للنفوذ الإقليمي، قوامها الاقتصاد القوي والدبلوماسية الذكية.

البريكس تحقيق النفوذ الإقليمي خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة