صلاح حسب الله: الانتخابات البرلمانية اختبار حقيقي للحياة الحزبية في مصر


أكد الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث السابق باسم مجلس النواب، أن قراءة المشهد الانتخابي الحالي يجب أن تكون قراءة هادئة وموضوعية بعيدة عن الأهواء والانفعالات، موضحًا أن المنافسة الانتخابية لا ينبغي النظر إليها فقط من زاوية الترشح أو المكاسب الفردية، بل باعتبارها فرصة لإعادة ترتيب البيت السياسي من الداخل وتعزيز الممارسة الديمقراطية في الدولة المصرية.
وأشار حسب الله خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أنه تلقى العديد من المطالبات من أهالي شبرا الخيمة للترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لكنه فضل عدم خوض السباق احترامًا لقناعته بأن خدمة الوطن لا تتوقف على التواجد في البرلمان فقط، قائلًا: "كلنا جنود في جيش مصر، وكلٌ يؤدي دوره من موقعه لخدمة الوطن بطريقته".
وأوضح أن الانتخابات البرلمانية تمثل مرآة حقيقية للمجتمع السياسي المصري، مشددًا على ضرورة أن يتجرد الجميع من المصالح الشخصية والحسابات الضيقة عند تحليل المشهد الانتخابي، وأن يكون الهدف الأسمى هو استقرار الدولة ودعم مؤسساتها المنتخبة.
وأضاف المتحدث البرلماني السابق أن النظام الانتخابي القائم على المزيج بين المقاعد الفردية والقوائم النسبية يعزز من التنوع السياسي داخل مجلس النواب، إذ يتم توزيع نصف المقاعد على النظام الفردي والنصف الآخر على نظام القوائم الأربع (القاهرة الكبرى – شرق الدلتا – غرب الدلتا – الصعيد)، إلى جانب الأعضاء المعينين من رئيس الجمهورية.
وأشار حسب الله إلى أنه كان يتمنى أن يرى عددًا أكبر من القوائم الانتخابية والتحالفات الحزبية؛ لتعميق التجربة الديمقراطية وتوسيع المشاركة السياسية، مشيرًا إلى أن القائمة الوطنية الحالية تضم نحو أحد عشر إلى اثني عشر حزبًا، وهو رقم كبير يعكس اتساع قاعدة التنسيق الحزبي، رغم اختلاف الأيديولوجيات والانتماءات.
وأكد أن بعض الأحزاب المصرية الكبرى مثل مستقبل وطن وحماة الوطن والجبهة الوطنية قدمت أداءً سياسيًا متميزًا خلال الفترة الأخيرة، ونجحت في تعزيز وجودها الميداني، في حين أن بعض الأحزاب الأخرى ما زالت تتحرك ببطء ولم تستفد من الزخم الانتخابي كما يجب، مما أدى إلى استبعاد بعض القوائم لعدم استيفاء الشروط القانونية.
واختتم حسب الله حديثه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب إحياء الحياة الحزبية المصرية، وإعادة الاعتبار لدور الأحزاب في صناعة القرار والتمثيل النيابي الفاعل، معتبرًا أن الانتخابات الحالية تمثل منعطفًا مهمًا نحو بناء برلمان قوي ومتوازن يعبر عن كل فئات الشعب.


.jpg)























