هند الضاوي: اقتتال حماس والمليشيات بعد وقف النار ”هدية مجانية لإسرائيل”


قالت الإعلامية هند الضاوي، إن وقفةٍ مأساوية بدأت بعد إعلان وقف إطلاق النار، عندما اندلع اقتتال بين بعض المليشيات وحركة حماس أدى إلى سقوط قتلى بكثرة، مؤكدة أن جذور هذا العنف تمتد لسنوات الحرب الماضية.
وأشارت، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المذاع على قناة القاهرة والناس، إلى أن عمليات الاعتقال التي نفذتها حماس بعد انتهاء الحرب طالت مواطنين بتهم الخيانة العظمى، وأن هناك روايات تربط بعض حالات استهداف عائلات في غزة بتهم تعاون أفراد منها مع إسرائيل، وأضافت أن الاقتتال الداخلي مرتبط بالفترة الطويلة من الحرب وما خلفته من أحقاد واشتباكات مسلحة.
وحذرت، من أن استمرار هذا الاقتتال أثار حفيظة دول كثيرة في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن مسؤولية إدارة قطاع غزة أمام القانون الدولي تغيرت، وأن فقدان الحاضنة الأمنية والإدارية للقطاع قد يؤدي إلى تفاقم الوضع، وقالت إن "وصولنا إلى مرحلة الاقتتال الداخلي من شأنه أن يمكّن إسرائيل من تحقيق أهداف عديدة دون الحاجة إلى تدخل الجيش بشكل مباشر".
وقالت إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول اقتتال حركة حماس وبعض العصابات في غزة تؤكد أن ما يحدث ليس صدفة، مشددة على أن ترامب يسعى لتوريط القطاع في حرب داخلية تتيح لإسرائيل أو الولايات المتحدة فرض أجندتهما السياسية بالكامل.
ونوه إلى أن الشعب المصري يمتلك وعيًا سياسيًا راسخًا ويعرف جيدًا من هو الصديق ومن هو العدو، مؤكدة أن المصريين ثابتون على مواقفهم الوطنية رغم أي اتفاقيات أو محاولات للتأثير في وعيهم.
وقالت على فيديو لسياسية إسرائيلية زعمت فيه أن البعثة الإسرائيلية تتعامل بحذر داخل مصر، وأن الحكومة المصرية تلقن المواطنين معلومات غير صحيحة عن الإسرائيليين، وردّت الضاوي قائلة: "الشعب المصري نبضه سليم، وعارف صحبه من عدوه، ومهما كانت الاتفاقيات، الشعب ثابت على مواقفه والدولة ثابتة على مواقفها".
وفي سياق آخر، علقت هند الضاوي على المشهد المتداول لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء محاولته التهرب من المحاكمة، قائلة إن "العالم اعتاد على كذب نتنياهو وافتعاله الأزمات"، مضيفة أن ما يفعله من ادعاءات مرضية للهروب من العدالة أمر "سخيف ولا يليق بشخص في موقعه".
كما جدّدت تحذيرها من خطورة توقيت الاقتتال الدائر في غزة، معتبرة أنه "غير مناسب على الإطلاق"، مشيرة إلى أن الغرب يترقب أي انقسام أو خطأ ليستغله كذريعة لتبرير تدخلاته في دول الشرق الأوسط، وهو ما قد يفتح الباب أمام شرعنة تدخلات خارجية تهدد مستقبل القضية الفلسطينية.
وأضافت أن "أحمق من يصدق أن ترامب يريد خيرًا لغزة"، مشيرة إلى أن الهدف الحقيقي هو إشعال فتنة داخلية تُضعف الجبهة الفلسطينية وتُمكّن القوى الخارجية من التحكم في مصير القطاع، مؤكدة في الوقت نفسه أهمية الوصول إلى حالة من الهدوء والبحث عن مستقبل لغزة بعيد عن السلاح والعنف، مع ضرورة عرض الرسالة الفلسطينية للعالم بطريقة متزنة وواضحة.
وأوضحت أن هناك حديثًا داخل إسرائيل عن نية استئناف الحرب على غزة، معتبرة أن ما يجري من اقتتال داخلي يعزز الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن "حماس لا تُواجه إلا بالدم والنار".