الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: كيف تستطيع تجاوز صدمة فقد أحبابنا الذين رحلوا عنا؟


في لحظة ما من عمر الزمن قد يفاجئني القدر بإختطاف عزيز علينا،تسكن بداخله كل مشاعرنا وذكرياتنا، والموت علينا حق وهو الحقيقة الوحيدة التي لا تقبل أدنى شك، وشعورنا بفقد الأحباب شعور في غاية القسوة ومؤلم نفسيا و عاطفيا ،
لذلك لابد لنا أن ندرب انفسنا على كيفية مواجهة ظروف مابعد الصدمة والفقد ،لان خبرتي الاكلينيكية تشير الى أن بعض الناس قد يقعون في دائرة الاضطرابات النفسي،لفشلهم في التعامل مع مقتضيات وظروف مابعد فقدهم لأحبابهم( خاصة الاكتئاب ) مما يجعل لا قدر الله المصيبة مصيبتان وليس واحدة فقط ،لابد ان تعلم أن اي حادث جلل يمر علينا من خلال ٣ مراحل..
الاولى : مرحلة الإنكار وفي هذه المرحلة تكون غي مصدق لما وقع ، لا تريد أن تصدق إن أمك أو أبوك أو ابنك قد مات ورحل عن دنياك، هذه المرحلة لابد أن تمضي بسرعة لأن استمرارك فيها قد يدفعك للعيش في الخيال كأنه واقع وبالتالي إمكانية اصابتك ببعض الاضطرابات النفسية والعقلية امر وارد،فأدوارك في الحياة لابد ان تسير في مساراتها الطبيعية
الثانية : مرحلة الغضب،حيث في هذه تبدأ بالاعتراف بما حدث( امر واقع) وليس مجرد خيال وهذه أصعب مراحل الحداد النفسي على من فقدته ، وعليك التفكير جديا في هذه بكيفية تكييف سلوكك وتصرفاتك في ضوء عدم وجود الحبيب الراحل للأبد، لأن توانيك عن التكيف مع تلك الحقيقة قد يجعلك تقع في براثن كل دوائر سوء التوافق نفسيا وانفعاليا وسلوكيا وقد ينتابك العديد من الأزمات والوعكات الصحية،لذا نصحتي لك أن اهمس اليك (إللي مات مات وده أمر الله ولازم تعيش حياتك بالطريقة التي لا تصيبك باي ضرر من وراء فقد عزيزك )
الثالثة : مرحلة الشعور بالذنب، حيث تبدأ مشاعر الذنب تتسلل إلى عقلك ودماغك وتبدأ تلوم نفسك [هو أنا ليه لم أكن حريص على إرضاء ومساعدة ودعم الفقيد الراحل][انا توانيت في إعطاء امي المريضة الدواء].[انا تقاعست في زيارة ابي المريض..الخ] يجب عليك سرعة تخطي هذه المرحلة لعدة أسباب.. أولها إن من مات مات ولن يعود ولو بكينا عليه العمر كله ندمانين على تقصيرنا معاه،كذلك لو شعورك بالذنب زاد قد ينقلب الى وساوس وبالتالي فتح الطريق لمعاناتك من أمراض نفسية خطيرة..
الرابعة : مرحلة الاستسلام.
حيث بداية تكيفك بعد فقد الحبيب وإعادة ترتيب طقوس حياتك وهى أهم مرحلة ينبغي التركيز عليها ماذا سنفعل بعد أن كان الحبيب الغالي يملء كل حياتي والآن اشعر بالفراغ القاتل...سأعرض عليك الآن بعض الفنيات والأساليب التي قد تساعدك في هذا الموقف الصعب ،اختر منها ما يتناسب مع سماتك الشخصية
#الفنية الأولى على الرغم إن حبيبك مات وتركك إلا إنك قادر على إعادة سيرته
لحياتك ودنياك، ستقول لي كيف ،عن طريق حديثك عن مأثرة وقيمته وفضائله مع الاخرين ،وبهذه الطريقة يصبح حيا بصفة دائمة بداخلك
#الفنية التانية، تصفح الالبومات التي تتضمن الصور والذكريات والمواقف التي تجمعكما معا، وهذه الفنية محدوده بشروط،إنك تتذكر الذكريات الجميلة بهدف الإستمرار في الحالة المزاجية الجيده بعد ذلك، وليس بغرض إجترارك لمشاعر الحزن و الاكتئاب
#الفنية الثالثة، بعض الناس قد ينغمسون وينخرطون في العمل الشاق ،بهدف نسيانهم وعدم تفكيرهم في الفقيد الميت، وبرغم اتفاقي مع هذا الأسلوب مرحليا ،إلا إن الانخراط في العمل بشكل مبالغ فيه قد يجعل ألم ووجع الفقد يعود بضراوة في لحظة ما،بعد حالة الانهاك التي ترادف العمل الشاق.
#الفنية الرابعة بعض الناس يتوقفون تماما عن ممارسة أي عمل ويعيشون بكل قواهم حالة الحزن وهؤلاء هم المعرضون بنسبة كبيرة للاجهاد والوهن النفسي وبالتالي للاضطرابات النفسية الشديد.
علم النفس ليس للمرضى فقط وإنما هو أسلوب حياة
ربنا يسعد الجميع..