سياسة

مفكر سياسي: أمريكا بُنيت على أرضية بروتستانتية مرتبطة بالعهد القديم

خط أحمر

قال المفكر السياسي جمال أسعد إن فهم الصهيونية المسيحية يقتضي العودة إلى الجذور التاريخية التي صنعتها، موضحًا أن الفكرة لم تبدأ مع الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر، بل تعود إلى القرن السابع عشر حين هاجر البروتستانت المطهرون من بريطانيا إلى أمريكا، وحولوها إلى مجتمع بروتستانتي خالص يقوم على قراءة معينة للعهد القديم.
وأضاف أسعد خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هؤلاء المستوطنين أسسوا هويتهم على نصوص التوراة، معتبرين أن وعد الله لإبراهيم بمنح الأرض لشعبه المختار يشملهم هم أيضًا، وهو ما جعل الوعي الديني والسياسي الأمريكي قائمًا على أساس توراتي.
وأكد أن ذلك انعكس في الثقافة الأمريكية إلى اليوم، حيث ظل منصب الرئاسة الأمريكية حكرًا على الأبيض البروتستانتي الأوروبي لزمن طويل، باستثناء حالات نادرة مثل كينيدي وأوباما.

وأشار المفكر السياسي إلى أن هذا الارتباط بالتوراة خلق قاعدة لاعتبار إسرائيل "شعب الله المختار" في المخيال الديني والسياسي الأمريكي، وهو ما يفسر حجم الدعم غير المحدود الذي تحظى به إسرائيل من الولايات المتحدة.
وشدد أسعد على أن المشكلة تكمن في القراءة الحرفية والمنحرفة للنصوص، إذ إن المسيحية في جوهرها تقوم على الروح والمعنى، بينما استغل البروتستانت هذه النصوص كغطاء سياسي، لتأسيس مشروع استعماري توسعي في أمريكا أولًا، ثم لدعم المشروع الصهيوني لاحقًا في فلسطين.
وأكد أن أمريكا بُنيت على أرضية بروتستانتية مشبعة بالفكر التوراتي، الأمر الذي جعلها تاريخيًا الحليف الأقوى لإسرائيل، ليس فقط بدافع سياسي، وإنما استنادًا إلى موروث ديني مزيف تم توظيفه لخدمة مصالح الصهيونية العالمية.

مفكر سياسي خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة