جمال أسعد: خرافة ”الحكم الألفي” أساس الفكر الصهيوني المسيحي


قال المفكر السياسي جمال أسعد إن أخطر ما ابتدعته الصهيونية المسيحية هو ما يُعرف بـ "الحكم الألفي"، مستندين إلى آية من الإنجيل تقول إن المسيح سيعود ليحكم الأرض ألف عام.
وأوضح خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن اليهود ما زالوا حتى الآن في انتظار المسيح الذي يؤمنون بأنه سيأتي وفق مقاييسهم الخاصة، بينما رفضوا المسيح الذي جاء بالفعل وآمنت به المسيحية، لأنه لم يوافق تصوراتهم عن "المسيح السياسي العسكري" الذي يقود العالم بقوة وهيمنة.
وأضاف أسعد أن هذا التصور ارتبط بفكرة إعادة بناء هيكل سليمان، والتي لا يمكن تحقيقها إلا بهدم المسجد الأقصى، لافتًا إلى أن الهيكل التاريخي قد بُني وهُدم بالفعل ثلاث مرات عبر التاريخ، وكان آخرها عام 70 ميلادية عندما دُمِّر على يد الرومان.
وأكد أن اليهود، بحسب النصوص المسيحية، رفضوا الأنبياء والرسل، بل صُلِب المسيح حسب المعتقد المسيحي على أيديهم، وهو ما يجعل ادعاءهم بأنهم "شعب الله المختار" ادعاءً باطلًا، لأنهم أسقطوا العهد مع الله برفضهم أنبياءه ورُسله، بينما الشعوب التي آمنت بالله هي من تنال هذا الوصف.
وأشار المفكر السياسي إلى أن اعتبار إسرائيل "نبوءة مقدسة" هو مجرد خرافة تُستخدم كذريعة، لكن الثمن يُدفع من دماء الفلسطينيين وأرضهم، في إطار مشروع استعماري هدفه زرع إسرائيل في قلب المنطقة العربية لتكون حاجزًا يفصل بين شرقها وغربها، ويضمن مصالح القوى الكبرى.
وشدد أسعد على أن نشأة إسرائيل لم تكن قدرًا إلهيًا بل جاءت عبر مؤامرة استعمارية تمثلت في وعد بلفور عام 1917، ثم تأسيس الحركة الصهيونية عام 1897، والتي لاقت دعمًا مباشرًا من بريطانيا أولًا، ثم من الولايات المتحدة لاحقًا، لتتحول إسرائيل إلى أداة استعمارية بيد القوى العظمى، واليوم تحديدًا بيد أمريكا التي تتبنى المشروع الاستعماري الصهيوني في المنطقة.