سياسة

مفكر سياسي: الصهيونية المسيحية هي الأداة الحقيقية لحماية إسرائيل

خط أحمر

قال المفكر السياسي جمال أسعد، إن ما يُعرف بالصهيونية المسيحية لم يكن مجرّد اجتهاد ديني أو تيار فكري داخل الكنيسة البروتستانتية الأمريكية، بل تحوّل إلى أداة سياسية مركزية لحماية إسرائيل وتثبيت وجودها.

وأوضح خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الفكرة تعود إلى ما يُسمى بـ"الولادة الثانية"، وهي عقيدة بروتستانتية تؤمن بأن المسيح سيولد من جديد ليحكم العالم ألف عام، ولن يتحقق ذلك إلا بعد بناء الهيكل في القدس، وهو ما جعل اليهود يُصوَّرون باعتبارهم "شعب الله المختار". هذه الرؤية تحولت –بحسب أسعد– إلى مرجعية لسياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة تجاه إسرائيل.

وأضاف أن الرئيس الأمريكي رونالد ريجان كان من أوائل من تبنوا هذه العقيدة سياسيًا، لتصبح مظلة دينية تحمي إسرائيل من أي انتقاد دولي، بل وتمنحها شرعية زائفة أمام العالم. ومنذ ذلك الحين، تعامل كل رئيس أمريكي مع هذه الفكرة بحسب مصالحه وظروفه، لكنّها بقيت خطًا ثابتًا في السياسة الأمريكية.

وأشار أسعد إلى أن جميع الرؤساء الأمريكيين منذ عهد كينيدي وعدوا بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، غير أن التنفيذ الفعلي لم يجرؤ عليه أحد حتى جاء الرئيس دونالد ترامب، الذي رغم براغماتيته وعدم ارتباطه بالدين، قرر اتخاذ هذه الخطوة لما تحمله من مكاسب سياسية داخلية وخارجية.

وأكد أن ترامب شكّل نقطة التحول الكبرى، ليس فقط بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، بل أيضًا باعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان، ليجعل من الصهيونية المسيحية قاعدة صلبة في علاقة واشنطن بتل أبيب.

واختتم أسعد بقوله إن هذه العلاقة لم تعد مجرد تحالف سياسي تقليدي، بل أصبحت جزءًا من بنية الفكر الأمريكي المرتبط بالمصالح الاستراتيجية والقراءات الدينية المنحرفة، وهو ما يفسر استمرار الانحياز الأمريكي المطلق لإسرائيل رغم كل التحولات الإقليمية والدولية.

مفكر سياسي الصهيونية المسيحية إسرائيل خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة