أكدت الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشؤون الإفريقية، أن التنسيق المصري السوداني في ملف مياه النيل أصبح ضرورة استراتيجية لمواجهة ما وصفته بـ"الاستبداد المائي" الذي تمارسه إثيوبيا، من خلال سياسات أحادية في إدارة نهر النيل، وتجاهل تام لحقوق دولتي المصب، مصر والسودان.
وأشارت البشبيشي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن مشروع سد النهضة، الذي أقامته إثيوبيا دون اتفاق قانوني ملزم مع دول الحوض، يعكس نمطًا من الاستعلاء السياسي والاستهانة بالمبادئ الأساسية للتعاون الإقليمي، مؤكدة أن الوحدة في الموقفين المصري والسوداني تُمثل ورقة ضغط حقيقية يمكن تفعيلها على المستويين الإفريقي والدولي.
وأضافت أن إعلان رئيس الوزراء السوداني عن وحدة التوجه مع مصر في هذا الملف، هو ثمرة مباشرة للدعم المصري المستمر للسودان، سواء على مستوى استقرار الدولة أو دعم مؤسساتها، مشيرة إلى أن المصير المائي للبلدين واحد، والتعامل مع الأزمة يجب أن يكون بمنظور مشترك وموحّد.
وشددت البشبيشي على أن مواجهة الغطرسة الإثيوبية تحتاج إلى إعادة بناء آلية إقليمية جديدة، تقوم على احترام الاتفاقات التاريخية وحق الشعوب في الأمن المائي، داعية إلى إطار قانوني ملزم ينظّم العلاقة بين دول النهر ويضع حدًا لأي مشروعات تمس حقوق المصب.
وختمت بتأكيدها أن الأمن المائي لمصر والسودان لا يقبل التفاوض أو التنازل، وأن وحدة الصف بين القاهرة والخرطوم هي الضمانة الأقوى لردع أي تهديدات مستقبلية في حوض النيل.