منوعات

دليلك الشامل للتعامل مع الطفل العصبي

خط أحمر

طرق التعامل مع الطفل العصبي، تُعد العصبية لدى الأطفال من أكثر السلوكيات التي تُثير قلق الوالدين، خاصةً عندما تتكرر وتؤثر على العلاقات الأسرية أو الأداء الدراسي والاجتماعي للطفل.


وعلى الرغم من أن العصبية قد تكون جزءًا طبيعيًا من نمو الطفل وتطوره العاطفي، فإن تجاهلها أو التعامل معها بطريقة خاطئة قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

أكدت الدكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، أن كل طفل لديه طريقته الخاصة في التعبير عن نفسه، وكل سلوك مهما كان مزعجًا يحمل في داخله رسالة.

أضافت الدكتورة عبلة، أن العصبية ليست عيبًا، بل هي إشارة لاحتياج داخلي لم يُلبَّ بعد، حين نرى خلف السلوك، ونتعامل مع الطفل برحمة وفهم، نكون قد قطعنا نصف الطريق نحو التغيير الإيجابي.

في هذا التقرير، تستعرض الدكتورة عبلة، الأسباب المحتملة لعصبية الأطفال، وتوضح أهم الطرق التربوية والنفسية للتعامل معها بشكل فعّال دون الإضرار بنفسية الطفل

أولًا: أسباب العصبية عند الأطفال

أشارت الدكتورة عبلة، إلى أنه لفهم كيفية التعامل مع الطفل العصبي، يجب أولًا الوقوف على الأسباب التي قد تكون خلف هذا السلوك، ومنها:

أسباب نفسية: مثل القلق، الإحباط، الخوف، الشعور بالغيرة من أخ أو زميل، أو نقص الثقة بالنفس.

أسباب بيئية: بيئة منزلية متوترة، وجود مشكلات بين الوالدين، العقاب الجسدي، الصراخ المستمر، أو التمييز بين الإخوة.

أسباب عضوية: مثل فرط النشاط (ADHD)، مشاكل في النوم، الحساسية لبعض الأطعمة أو نقص بعض العناصر الغذائية (مثل الحديد أو المغنيسيوم).

نمو طبيعي: بعض الأطفال يمرون بمراحل نمو تتسم بالعصبية والانفعال نتيجة محاولتهم التعبير عن أنفسهم أو رغبتهم في الاستقلال.

ثانيًا: مظاهر العصبية عند الأطفال

الصراخ المتكرر.

رفض الأوامر والعناد.

البكاء لأسباب غير مفهومة.

ضرب الآخرين أو إيذاء النفس.

توتر مفرط وعدم تقبل التوجيه.

ثالثًا: استراتيجيات فعّالة للتعامل مع الطفل العصبي

1. الهدوء ثم الهدوء
من أولى القواعد الذهبية في التعامل مع الطفل العصبي أن يحافظ الأب أو الأم على هدوئهما. الرد على غضب الطفل بغضب مماثل يزيد من حدة الموقف. الطفل يحتاج نموذجًا يحتذي به في إدارة المشاعر، فإذا كنت هادئًا في ردود فعلك، سيتعلم ذلك بمرور الوقت.

2. فهم مشاعر الطفل
غالبًا ما يكون الطفل العصبي في حالة عجز عن التعبير عن مشاعره بشكل لفظي. بدلًا من التركيز على التصرف الظاهري، حاولي اكتشاف السبب العميق خلفه: هل هو جائع؟ مرهق؟ يشعر بالظلم؟ يحتاج لحضن واهتمام؟ اسأليه: "هل تشعر بالغضب لأن أحدهم ضايقك؟" أو "هل تحب أن تخبرني بما أزعجك؟".

3. وضع روتين منتظم
الأطفال يجدون الأمان في الروتين. تنظيم أوقات النوم، الطعام، اللعب، والدراسة يقلل من التوتر والقلق وبالتالي من احتمالية العصبية. الفوضى في الحياة اليومية قد تزيد من انفعالات الطفل.

4. منحه فرصًا للتنفيس عن طاقته
قد يكون السبب في العصبية هو تراكم طاقة حركية لا يجد الطفل منفذًا لها. من المهم أن يحصل الطفل على وقت يومي للحركة: اللعب، الجري، ممارسة الرياضة، أو حتى الرسم والأعمال اليدوية.

5. تعليمه التعبير عن مشاعره
استخدمي القصص أو التمارين البسيطة لتعليم الطفل كيف يصف مشاعره. مثلًا: "أنا غاضب لأن ألعابي اختفت"، أو "أنا حزين لأن أمي انزعجت مني". هذا سيساعده على نقل مشاعره بالكلمات بدلًا من الانفعالات.

6. التجاهل الإيجابي عند اللزوم
في بعض الأحيان، يكون أفضل رد فعل هو عدم الرد. إن لم يكن السلوك مؤذيًا له أو لغيره، قد يكون من المفيد تجاهله حتى لا تعززيه بالاهتمام، مع التوضيح لاحقًا أن هناك طرقًا أخرى لجذب الانتباه.


7. تعزيز السلوك الإيجابي
امنحي الطفل انتباهك ومدحك عندما يتصرف بهدوء أو يعبّر عن نفسه بشكل جيد. قولي له مثلًا: "أنا فخورة بك لأنك شرحت لي مشاعرك دون أن تصرخ".


8. استخدام تقنيات الاسترخاء
يمكن تعليم الطفل تقنيات بسيطة مثل: التنفس العميق، العد حتى 10، أو الضغط على كرة مرنة. مع التكرار، سيبدأ في استخدامها عندما يشعر بالتوتر أو الغضب.

رابعًا: ما يجب تجنبه عند التعامل مع الطفل العصبي

عدم استخدام الضرب أو الإهانة: لأنها تفقد الطفل الشعور بالأمان وتزيد من عناده وعدوانيته.

عدم وصف الطفل بأنه عصبي باستمرار: فالتكرار يرسخ السلوك ويجعل الطفل يقتنع أن هذه صفته الأساسية.


تجنب التهديد المستمر: لأن ذلك يولد القلق والخوف الدائم دون تعليم حقيقي للسلوك البديل.

عدم المقارنة مع الإخوة أو الآخرين: فالمقارنات تضر بثقة الطفل وتدفعه لمزيد من السلوك السلبي.

خامسًا: متى نلجأ إلى المختص؟

إذا استمرت نوبات العصبية بشكل يومي وبشدة مفرطة، أو إذا لاحظتِ أن العصبية تؤثر على نوم الطفل أو تحصيله الدراسي أو علاقاته الاجتماعية، فمن الأفضل استشارة أخصائي نفسي للأطفال للتقييم ووضع خطة علاجية مناسبة.

امنحي طفلك الحنان، الأمان، والوقت الكافي… وستفاجئين كيف يتحول من طفل عصبي إلى طفل هادئ قادر على إدارة مشاعره بثقة ومحبة.

الطفل العصبي خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة