كاتب صحفي: انسحاب الاحتلال من محور ”فيلادلفيا” مكسب للأمن القومي المصري


علق الكاتب الصحفي إسلام كمال، رئيس التحرير التنفيذي لجريدة "روز اليوسف"، على بيان حركة حماس وردها الذي جاء متزامنًا مع تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي استبعد خلالها التوصل إلى صفقة شاملة لوقف إطلاق النار.
وأوضح كمال في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن التصريحات الإسرائيلية، في حد ذاتها، تعكس اعترافًا ضمنيًا بفشل زيارة نتنياهو الأخيرة، والتي تعد الثالثة خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الزيارة، بحسب الصحافة الإسرائيلية نفسها، لم تحقق أي اختراق في ملفات غاية في الحساسية، مثل غزة، وإيران، وسوريا، على الرغم من التمهيد الإعلامي والسياسي الذي سبقها، خاصة في ظل تبعات الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يومًا.
وأضاف أن نتنياهو بدا قلقًا بشكل واضح، إما بسبب تعثر صفقة غزة، أو بسبب تداعيات قانون تجنيد الحريديم، ما جعله يستعد مبكرًا لحملة انتخابية جديدة، في ظل اهتزاز ائتلافه الحاكم وعجزه عن الصمود طويلًا.
وأشار كمال إلى أن مبعوث ترامب للمنطقة، ويتكوف، الذي من المنتظر وصوله الأحد، قد يمارس ضغوطا متزايدة لدفع الأمور نحو أي مظهر من مظاهر الاتفاق، بهدف تحسين صورة الإدارة الأمريكية أمام العالم.
وفيما يخص اللقاءات الأخيرة التي جمعت نتنياهو بعائلات الأسرى الإسرائيليين، لفت كمال إلى التناقض الصارخ بين حديثه عن ضرورة صفقة كاملة لوقف إطلاق النار، وبين موقف ترامب الصامت، رغم اجتماعين استمرا لنحو خمس ساعات، لم ينتج عنهما حتى تغريدة واحدة، على غير عادته عقب اللقاءات المهمة.
وتابع الكاتب الصحفي، أن المشهد العام الآن يشير إلى أن حركة حماس خرجت من هذه الجولة أكثر قوة، حيث تم تنفيذ عدد كبير من مطالبها، من بينها الانسحاب الإسرائيلي من محور "فيلادلفيا"، وهو ما يمثل مكسبًا استراتيجيًا ليس فقط للفلسطينيين، بل لمصر أيضًا.
وأوضح أن بقاء الاحتلال في ذلك المحور كان يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري، في ظل مخططات مريبة لإنشاء ما يُعرف بـ"المدينة الإنسانية" على أنقاض مدينة رفح، وتجميع نحو 700 ألف فلسطيني لدفعهم باتجاه الحدود المصرية، في سيناريو خطير لتهجير منظم.