أكد المحامي بالنقض والمستشار الأسري محمد ميزار أن المرأة المصرية والعربية في العصر الحديث تواجه ازدواجية حادة بين دورها الأسري ومسؤولياتها المهنية، مشيرًا إلى أن التغيرات المجتمعية المتسارعة وتطور مفاهيم الحقوق والمساواة ساهمت في إعادة تشكيل أولوياتها اليومية.

وأوضح ميزار خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن المرأة في الماضي، رغم محدودية التعليم، كانت أكثر استقرارًا على مستوى الأسرة، لأنها كانت تضع بيتها وزوجها وأبناءها في قلب اهتمامها، وتلتزم بدورها داخل الأسرة وفق منظومة قيم راسخة، أما اليوم، فقد أصبحت المرأة أمام تحدٍ مزدوج، تسعى من جهة لتحقيق ذاتها وطموحاتها المهنية، ومن جهة أخرى مطالبة بالحفاظ على تماسك الأسرة، ما أدى في كثير من الأحيان إلى انشغال مفرط بالعمل وغياب التوازن المطلوب.

وشدد ميزار على أن المعادلة بين البيت والعمل تحتاج إلى وعي مجتمعي وثقافي حقيقي، يبدأ من التربية وينعكس في الخطاب الإعلامي والديني والأسري، حتى لا تتحول الحرية والطموح إلى سبب في تآكل بنية الأسرة وغياب التواصل داخلها.

وأكد أن دعم المرأة يجب ألا يترجم فقط في تمكينها الوظيفي، بل أيضًا في تهيئة بيئة تساعدها على تحقيق التوازن بين الواجبات الأسرية والتطلعات الشخصية، وهو ما يصب في النهاية في مصلحة الأسرة والمجتمع بأسره.