مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب: تشخيص خاطئ

خط أحمر

من المسلم به أن الأطباء ملائكة الرحمة وأن مهنة الطب من المهن السامية لتناولها علاج وشفاء البشر باذن الله أو التخفيف عنهم مما جعلها من أرقى المهن لانسانيتها ولكن ما يحدث الآن فى مصر فهو مهزلة بكل معنى الكلمة فغالبا ما يخطئ الأطباء فى التشخيص وبناء عليه يتم وصف العلاج والدواء ويستمر المريض فى تناول أدوية لا علاقة لها بحالته إلى أن يكتشف المريض بالصدفة البحتة وعن طريق طبيب آخر خطأ التشخيص والعلاج ثم يبدأ رحلة أخرى من العلاج والأدوية والأشعة والتحاليل للاستبراء أولا من التشخيص الخاطئ الأول ثم العلاج الصحيح.

ولن أتحدث عن العلاج فى المستشفيات الحكومية لأن بها فظائع يخجل القلم عن ذكرها ولكن سأتناول معاناة المرضى مع السادة الأكابر أساتذة الجامعة والذى يحتاج بعضهم للحجز قبلها بعدة شهور حتى يكرمه الله بمطالعة محيا الطبيب الأستاذ أو يتوسط له أحد كبار المسئولين لتعجيل موعد الزيارة المباركة فإذا حدث وذهبت فى الموعد المحدد سلفا والمدفوع قيمته الباهظة مقدما فيستحيل أن تجد أى التزام أو دقة فى المواعيد فربما تنعم برؤية وجهه الكريم بعد ساعتين أو ثلاث وربما حتى الفجر وجميعنا يعلم بالتأكيد معاناة أهل الأقاليم والأرياف الذين يفدون إلى عيادات مشاهير الأطباء وينتظرون بالساعات والأيام للكشف عند معاليه وربما يجلسون على السلالم أو يفترشون الأرض والطرقات فى انتظار موعدهم مع الأستاذ الدكتور.

أما الطبقة الثانية من الأطباء الأقل شهرة فالويل والثبور وعظائم الأمور فبادئ ذى بدء فعليك القيام بعمل التحاليل والأشعة وربما عند أكثر من معمل لأن هناك مصالح مشتركة بين الأطباء والمعامل والصيدليات أى أن هناك عصابات وتحالفات للاستنفاع من المريض المسكين وتحول الطب إلى تجارة رابحة وأعرف بعضهم نصحوا من قبل أطباء كبار بحتمية إجراء جراحة عاجلة ثم اتضح عدم صحة ذلك ولا حاجة للجراحة أساسا إنما هى تجارة نجسة يقوم بها من أقسموا قسم أبقراط على حماية أرواح الناس ولكن حاد أكثرهم عن الحق وتلبسهم شيطان المادة والثراء السريع فتاجروا بأرواح ومصائر الناس.

وحدثنى أصدقاء من الأطباء المحترمين بأن أصحاب المستشفيات الخاصة والمديرين يفرضون على الأطباء كوته معينة يجب تحقيقها لتشغيل المعامل والتحاليل والأشعة بخلاف الكشف ضاربين بعرض الحائط كافة القيم والمبادئ والأخلاق وبالتأكيد فإن هناك شرفاء فى المهنة ولكن للأسف أصبحوا قلة قليلة وشرح لى أحدهم كيف يمكن أن يتخرج أطباء أكفاء بعد أن تضاعفت أعداد الطلبة فى المشرحة والمدرجات والمعامل بحيث يستحيل أن يتلقى الطبيب الدراسة والخبرة والممارسة الكافية لمهنة الطب ناهيك عن احتكار أبناء الأساتذة للمراكز الأولى ووظائف المعيدين أما النقابة فتقف مكتوفة الأيدى أمام أخطاء وتجاوزات كبار وصغار الأطباء لرغبتهم فى تأمين الأصوات الانتخابية على حساب القيم وأتحدى أن قامت النقابة بغلق أحد عيادات مشاهير الأطباء لاخلاله بواجباته المهنية والإعلان عن ذلك فى الجرائد والعبء شديد على الدولة لضبط ايقاع هذا القطاع الهام والحيوى وأتمنى وجود جهات رقابية محايدة لاترتبط بمصالح مع زمرة الأطباء المنتفعين للرقابة والتفتيش على المستشفيات الخاصة والعيادات الوهمية التى انتشرت فى كل شارع وحارة وقرية تشخص المرض وتجرى الجراحات دون توفر أدنى معدلات النظافة والعناية والأجهزة وكان الله بعوننا جميعا وشفى الله كل مريض.

المهندس السيد طوبا تشخيص خاطئ خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر