تشهد مصر والمنطقة العربية ودول النصف الشمالي من الكرة الأرضية لحظة "الانقلاب الصيفي" في الساعة5:43 دقيقة من صباح السبت المقبل، والتي تمثل ذروة فصل الصيف من الناحية الفلكية.

والذي يعد وفقا لبيان المعهد القومي للبحوث الفلكية هو اليوم الأطول من حيث عدد ساعات النهار والأقصر من حيث عدد ساعات الليل على مدار العام.

وأوضح الدكتور ياسر عبدالهادي، رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن حسابات معمل أبحاث الشمس تشير إلى أن فصل الصيف هذا العام سيستمر لمدة 92 يومًا و39 ساعة و37 دقيقة، تبدأ بلحظة الانقلاب الصيفي وتنتهي مع الاعتدال الخريفي.

وأضاف عبد الهادي أنه بعد هذه اللحظة تنقلب حركة الشمس ظاهريا في السماء نحو الجنوب ، وهو ما يفسر تسمية هذا اليوم بيوم "الانقلاب الصيفي"، حيث يكون النهار في نصف الكرة الشمالي أطول من الليل، لتبدأ بعده الشمس في الانحدار تدريجيًا حتى تبلغ نقطة الاعتدال الخريفي، والذي يحل تقريبا في يوم 22 سبتمبر من كل عام.

وأشار إلى أنه لا يوجد ارتباط فلكي مباشر بين حدوث الانقلابين الصيفي أو الشتوي ودرجات حرارة الطقس، حيث إن الفصول تنشأ نتيجة ميل محور دوران الأرض حول نفسها بزاوية 23.5 درجة، وليس بسبب اقتراب الأرض أو ابتعادها عن الشمس.

وفي يوم الانقلاب الصيفي، يبلغ طول النهار ذروته في نصف الكرة الشمالي، وتسجل بعض الظواهر الفلكية اللافتة، مثل "الليالي البيضاء" في المناطق الواقعة بين خط عرض 47 درجة و66 درجة شمالا، حيث يتصل الشفق المسائي بالشفق الصباحي وتبقى السماء مضيئة طوال الليل تقريبا.

كما لا تغرب الشمس على الإطلاق في المناطق الواقعة ضمن الدائرة القطبية الشمالية عند خط عرض 66 درجة فأكثر، وتستمر الإنارة الشمسية لمدة 24 ساعة، في ظاهرة تعرف بـ"شمس منتصف الليل"، فيما لا تشرق الشمس بالمرة في نفس التوقيت على المناطق الواقعة داخل الدائرة القطبية الجنوبية، حيث يسود الظلام الكامل على مدار اليوم، ويحدث العكس تماما أثناء الانقلاب الشتوي في ديسمبر.

ويقول الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك: يعتبر هذا اليوم هو ذروة فصل الصيف فلكيا في نصف الكرة الشمالي ، حيث يبلغ النهار ذروته فيكون أطول نهار في السنة (حوالي 14 ساعة).

كما يبلغ إرتفاع الشمس ذروته فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال ، ويكون ظل الإنسان على الأرض في هذا الوقت أقصر ما يمكن ..

وعندما نقول ذروة فصل الصيف فهذا لا يعنى أبدا أنه أحر يوم في السنة.. لأن سخونة الجو وبرودته تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوي وكلها أمور تدخل في نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية ، أما فلكيا فالأمر يتعلق فقط بحركة الأرض في المدار.