منذ عقود، لم يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا بهذه الخطورة كما يحدث الآن بين إيران وإسرائيل. فبعد ضربات إسرائيلية دقيقة استهدفت منشآت نووية ومراكز عسكرية إيرانية، ردّت طهران بمئات الصواريخ والطائرات المسيّرة، لتدخل المنطقة مرحلة مواجهة مفتوحة بين قوتين نظاميتين.

ما بين الضربات الجوية الإسرائيلية المكثفة (بطائرات F-35)، والردود الإيرانية المعتمدة على الصواريخ الفرط صوتية والمسيرات الانتحارية، باتت المعركة أكثر تعقيدًا من مجرد صدام حدودي. سقط مئات القتلى في إيران، معظمهم مدنيون، فيما تشير تقارير أولية إلى تصدع في البنية التحتية الدفاعية لطهران، رغم استخدامها لمنظومات "خرداد" و"رعد".

وتشير المعلومات الاستخباراتية إلى نجاح إسرائيلي واضح في التشويش على القيادة والسيطرة الإيرانية، ما يُعيد التساؤلات حول مدى فعالية الدفاعات الجوية الإيرانية في صد هجمات عالية التقنية.

وبينما تتحدث بعض الأطراف عن احتمالية وقف التصعيد مقابل العودة للمفاوضات النووية، يرى مراقبون أن ما يحدث قد يكون بداية لتفكيك منظومة الردع الإيرانية إقليميًا، وتهديدًا مباشرًا لنفوذها في سوريا ولبنان والعراق.

الخطير في الأمر أن هذه الحرب قد لا تبقى محصورة بين طرفين. فإذا تدخل وكلاء إيران مثل حزب الله أو الحوثيين، فقد تنزلق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، في ظل صمت أمريكي محسوب وقلق روسي واضح.

في النهاية، لا تبدو هذه الجولة مجرد مناوشات، بل صراع إعادة تموضع استراتيجي يتجاوز حدود الشرق الأوسط، ويضع العالم على حافة أزمة جديدة.