ذبح الأضاحي بالخرازين والتجمع بالمجعد.. عادات وتقاليد بدو جنوب سيناء في عيد الأضحى


لبدو جنوب سيناء عادات وتقاليد يتوارثها الأبناء عن الأجداد، وخاصة السلوكيات المرتبطة بالأعياد والمناسبات.
تعكس تلك العادات مدى التعاون والترابط بينهم، لتكون درسًا حيًّا يعيشه الأبناء على أرض الواقع حتى يتوارثوه، ويسيروا على نهجه دون التأثر بالمدنية الحديثة.
قال الشيخ صالح سليمان الجبالي، من قبيلة الجبالية بسانت كاترين، إن لعيد الأضحى طقوسًا وعادات خاصة ببدو المدينة، خاصة أن مواطني المدينة من قبيلة واحدة.
وأوضح أن الجميع يجتمع في منطقة "الخرازين" لذبح الأضاحي بها، ثم يتكاتف الشباب والرجال والأطفال في أعمال السلخ والتخلص من الفضلات، ثم التقطيع والتقسيم.
وأضاف صالح، أنه يجري التشاور خلال عملية التقسيم لحصر الأسر التي لم تضحِّ، وتحديد كميات اللحوم الخاصة بهم. ويقوم مشايخ العائلات بتحديد كمية اللحوم الخاصة بكل أسرة حسب حالتها المادية، كما تُقسَّم باقي لحوم الأضاحي على الجميع بالتساوي، بعد أن تُخصَّص كمية من اللحوم لضيافة عابري السبيل والضيوف في "المجعد"، وهو مكان تجمع الرجال في المناسبات.
أكد أن 99% من الأضاحي تكون من "حلال" الأسر (أي أغنام)، والتي تربى وترعى داخل الصحراء على الأعشاب والنباتات الطبيعية. لذا، تكون اللحوم ذات نسبة دهون قليلة جدًا، وطعمها مميز ولا تستغرق وقتًا طويلًا في الطهي.
أشار إلى أن الأسر التي لا تربي "الحلال" تشتري الأضحية قبل العيد بنحو ستة أشهر على الأقل، ويفضل شراؤها من "الحلال" الذي يربى ويرعى داخل الصحراء، والابتعاد تمامًا عن الأغنام التي تربى على الأعلاف.
لفت إلى تجمع جميع رجال القبيلة في "المجعد" عقب صلاة العيد لتبادل التهاني بمناسبة العيد، بدلًا من التجول على منازل بعضهم البعض.
كما يستقبلون أبناء العمومة من القبائل الأخرى، والوافدين "الحضر" لتلقي التهاني، وتناول القهوة والشاي بنكهات الأعشاب المختلفة، مع التمر الذي تشتهر به سيناء، بينما يلهو الأطفال حول المجعد.