زيارة عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني للقاهرة نالت اهتماما واسعا في وسائل الإعلام العالمية، حيث تأتي في ظل تطورات وأحداث قد تؤدي إلى إعادة هيكلة منطقة الشرق الأوسط.. ومن ثم قد ينظر البعض إلى أن عراقجي جاء لمصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل بحث الترتيبات الخاصة بالاعلان الرسمي لعودة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران قد يكون هذا صحيح كأحد أحد الأهداف.

لكن هناك قضايا أخرى تمثل أهمية خاصة للمنطقة لن يتم تحريكها وايجاد رؤية في التعامل معها إلا في القاهرة، تأتي حرب إبادة غزة في المقدمة، حيث تمثل المنصة التي ينطلق منها التغييرات التي قد تطرأ على الشرق الأوسط، ومن ثم كان على مصر التي تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تعلم جيدا أهمية القضية الفلسطينية ليست على الأمن المصري فقط، بل على المنطقة العربية، وهذا هو الدافع الذي يجعلها تتحرك من أجل الوصول إلى حل، وسط أوضاع عربية غير مكترثة لما يحدث وتكتفي بالتصريحات المعلنة المناهضة لإسرائيل رغم أنهم يملكون الإمكانيات القادرة على إيقاف حرب غزة، الأمر الذي دفع مصر للتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وذلك بالتعامل مع الأطراف الفاعلة في الأزمة، ومن هنا تنطلق أهمية زيارة عراقجي باعتبار إيران الداعم والمحرك الأوحد لفصائل المقاومة لبحث الأوضاع في غزة وخطة ويتكوف الأمريكية لإيقاف الحرب.

كما أن زيارة الوزير الإيراني تحمل ملف اقتصادي يتم من خلاله التمهيد لاتفاقيات بين البلدين، خاصة في السياحة الدينية، حيث هناك ما يقرب من مليون إيراني ينتظر زيارة مصر (دون طقوس شيعية)، وأيضا فتح السوق المصرية أمام الشركات الإيرانية، وهناك بند مهم يتمثل في تأمين الملاحة في باب المندب، البحر الأحمر البوابة الرئيسية لقناة السويس، وبالتأكيد تم استعراض المباحثات الإيرانية الأمريكية حول الملف النووي.