شدّد الإعلامي محمد موسى على أن الكيان الصهيوني لم ولن يتراجع يومًا عن مشاريعه التوسعية والاستيطانية إلا حين يواجه قوة حقيقية تفرض عليه إعادة حساباته، مؤكدًا أن التوسع الإسرائيلي في الأراضي العربية ليس وليد اللحظة، بل هو خطة ممنهجة تُنفذ منذ عقود بغطاء دولي وصمت إقليمي.
وأوضح موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يفهم إلا منطق القوة، ولا يتراجع عن مخططاته إلا تحت الضغط، مدللًا على ذلك بمحطات تاريخية أثبتت أن التنازلات والتسويات وحدها لم توقف تمدده، بل العكس، كانت تُفسر على أنها ضعف عربي يُشجّعه على مزيد من التوغل والعدوان.
وأشار إلى أن الوضع الحالي في المنطقة يتطلب من الدول العربية – رسميًا وشعبيًا – تبني رد حاسم وخارج عن النمط التقليدي في التعامل مع هذه التهديدات، مشددًا على أن الوقت لم يعد يسمح بسياسات رد الفعل البطيئة، لأن المشروع الصهيوني بات أكثر جرأة وتنظيمًا وتطورًا، مستغلًا الانقسامات والصراعات الداخلية لفرض أمر واقع على الأرض.
وأضاف موسى أن الرد العربي الحاسم لا يعني فقط المواجهة العسكرية، بل يشمل بناء استراتيجية شاملة متعددة الأبعاد، تشمل الإعلام والسياسة والاقتصاد والدبلوماسية، لدعم قوى المقاومة وكشف ممارسات الاحتلال عالميًا، وتوحيد الصف العربي لوقف هذا الزحف الاستيطاني الذي يستهدف الكل، وليس فقط فلسطين وسوريا ولبنان.
وختم موسى حديثه برسالة واضحة: "نحن أمام لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة.. إما أن نواجه الكيان الصهيوني بقوة الردع العربي، أو نسمح له بإعادة رسم حدود المنطقة كما يشاء. لا تراجع لهذا الكيان إلا إذا واجه جدارًا من الصلابة والوعي والقوة".