من خلال أحد دراساتي العلمية الميدانية عن الصورة الذهنية للمرأة المطلقة خرجت ببعض المؤشرات، مجتمع جائر وظالم ومريض، مين اللي حكم على كل الستات المطلقات بأنهن غير جديرات بالزواج للمرة الثانية، واعتبارهن درجة ثانية وثالثة في الزواج.

مين اللي زرع الخوف والتوجس من الارتباط بهن والزواج منهن، ألا يكفيها كإنسانة ضياع حقها في عيش حياتها الطبيعية في كنف رجل، وبيت آمن وأسرة مستقلة، ألا يكفيها نظرة الشك والارتياب التي تلاحقها في كل خطوة تخطوها في حياتها وكأنها مذنبة، ألا يكفيها قيامها بدور الأم والأب معا في رعايتها لأبنائها، وحرمان نفسها من كل شىء من أجلهم ولهم.

ألا يكفيها نظرة الحزن التي تعتريها ليل نهار وفي اجترارها مرارة الإنفصال، وبعد كل ده، نيجي عليها كمان، ونجعلها ستاند باي واحتياطي، للرجال الذين لديهم عقبات في حياتهم، مثل رجل كبر السن، رجل لديه أبناء، رجل يريد خادمة في صورة زوجة، رجل مريض يريد بيبي سيتر لرعايته.

ارحموها بقى، حرام عليكم، كفاية، هى إنسانة من دم ومشاعر وأحاسيس، قد تكون صغيرة في السن، لماذا تشوهونها وتقللون من قدرها، هل ذنبها أنها انفصلت عن إنسان عربيد ومستهر، أوعنيف ومضطرب انفعاليا وسلوكيا، هل ذنبها أنها انفصلت عن إنسان يريدها مصدر إنفاق عليه وعلى بيته وعلى أولاده، هل ذنبها أنها اكتشفت خيانته، ودناءة طبعه وخلقه وسلوكه.

هل ذنبها أنها عانت من رجل لا يتحمل أدني مسؤلياته تجاه أسرته هل..وهل..وهل... مش معقول بعد كل ده نضع كل المطلقات، في خانة المقصرات والمتسيبات والناشزات.. لأ  وألف  لأ.. هناك طائفة كبيرة من الستات المطلقات.. يعشن بيننا وجنبنا وحوالينا، لم يردن إهدار كرامتهن مع أزواج، لم يراعوا مفهوم الكرامة، فهل أيضا ننكر عليهن هذه الفضيلة ودفاعها عن كرامتها.

وهناك مطلقات لم يقبلن بفكرة اهانتهن، وانتهاك حقوقهن، فهل أيضا ننكر عليهن هذه الفضيلة، علينا جميعا دون استثناء، ضرورة مراجعة اتجاهتنا نحوهن، المطلقة بنت ناس..لها كرامتها..لها تقديرها لذاتها فقد تكون أختك. .أو ابنتك..أو خالتك.. أو عمتك..أو ابنه أخيك. .أو ابنه أختك.. مش كل مطلقة هى المسؤلة الأولى..عن خراب بيتها، في أزواج ماتتعاشرش....

#عناد #عنف #عدم تحمل مسؤلية أسرة

#إدمان # بطالة عن العمل #عدم ثقة بالنفس #التردد #الصراعات النفسية.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.