ماهو الحب لماذا يشحدون الحب ؟ لماذا يبيعون كرامتهم من أجل الحب ؟ لماذا يلغون ذواتهم من أجل الطرف الآخر ؟ لماذا ينفذون أوامره مثلما ينفذ العبد أوامر سيده ؟لماذا يسلبون شخصيتهم منهم ؟لماذا يرضون بالاستعباد بإسم الحب؟

لماذا يعطون كل وقتهم و تركيزهم على شخص ؟

لماذا تقف حياتهم في منظورهم عندما يتركهم هذا الشخص ؟

هل خلقنا يوما من أجل أن تسلب ذواتنا من أجل الآخرين ؟ أم خلقنا يوما من أجل أن نصنع صورة ترضي الآخرين ؟أم خلقنا يوما من أجل أن نفقد شخصيتنا من أجل الآخرين؟

هل هذا حب؟ في منظوري أراه أنانية و غباء نعم غباء و خسارة فادحة عندما تقرر للوهلة أن يكون الآخر كل شئ في حياتك.

الحب لم يكن يوما علاقات و لا طلب ،الحب لشخص واحد هو نصيبك و ما كتبه الله لك،الحب أن تجد الاحتواء ،الحب أن يعيش كل منكما على تحقيق أهدافه مع تحفيز الآخر له، لم يكن يوما الحب عتابا و لا لوم بل هو نتيجة تصنعها المواقف و مشاركة و علاقة أفقية فيها التكافئ و لم تكون عمودية يستعبد فيها السلطان عبده و خادمه.

يكفي من الغباء و الاستغباء هذا ليس حب هذا إضاعة للوقت ،إهدار للمشاعر القيمة و الجميلة يوما ما سيندم كل شخص أخطأ في إختيار من يحب في ذلك الوقت سيلومه عوضا أن يلوم نفسه التى أعطت و ضحت النتيجة هنا هذا الشخص لم يظلمه الشخص الآخر بل ظلم نفسه. 

لم تلومون الغير و أنتم المخطئون، في كل ثانية لم تفكروا في استثمار وقتكم لأنفسكم فالحياة تركض بسرعة و تسرق الثواني و الدقائق و الساعات و الأيام و الشهور و السنوات ،لم تمضونها في إختيار أشخاص لا يستحقون بل يستعبدونكم بإسم الحب و يسرقون منكم اللحظات و الأيام و السنوات بإسم الحب.

الحب نعمة من عند الله و ليست علاقات زائلة و باب لتجارب من يحب فعلا لا يشحد الحب ،من يحب فعلا لا يلوم و لا يحاول أن يسرق من الغير أحلامه و طموحاته فقط ليرضي غروره لا أكثر ،من يحب يحفزك لتحقق ما تريد و لا يطلب منك أن تكون من أولوياته بل يشاركك أولوياتك ،من يحبك فعلا لن يلومك بل سيجد لك الأعذار ،من يحبك سيفهمك فعلا و لا يجعلك ترى بعينيه بل بعينيك ،من يحبك سيحبك لأنك شخصية مستقلة و ليس شبه شخصية صنعها غروره.

فكم من كلمة حب لا يفهمها الناس بل يقولونها دون أن يفهموا أبعادها فقط من أجل غرورهم ،ينتظرون من الآخرين الطاعة عندما يأمرك بالطاعة فتعلم أن تتمرد.

نحن كثيرا نحتاج لتمرد في هذا العصر يكفي من الانحناء و الطاعة للبشر ،الانحناء فقط لله ،يكفي من النسخ المتطابقة و الاصطناعية من يحبك لن يطلب منك المرتبة الأولى لأنه في هاته الحالة فضل نفسه على أحلامك و هذا ليس حب هذا تملك.