مقالات

الدكتور جمال العربي يكتب..فرق بين المنهج الذي ينشده أولياء الأمور وماينشده التربويون المتخصصون في التربية

خط أحمر

فجأة طالعتنا الاخبار بقيام التوجيهات الفنية بالوزارة بحذف او تخفيض بعض الموضوعات والدروس من المناهج استجابة لرغبة اولياء الامور فهل تم مراعاة مدى اهمية ماحذف من موضوعات فى خدمة وبناء ما يليه من موضوعات فى نفس المادة او ما يقوم به من خدمة موضوعات فى مواد اخرى على التوازى طبقا لفكرة التكامل بين العلوم وطبقا لمنظومة المدى والتتابع التى تحكم بناء المناهج ، ولابد ان يكون جليا ان هناك فرق بين المنهج الذى ينشدة اولياء الامور وما ينشده التربويون المتخصصون فى التربية من تعبير منهج او مناهج

فالاسرة تستهدف ما تسميه حذف الحشو من المناهج وتخفيف المناهج وللاسف كثير من اصحاب الاقلام يؤيدون ذلك دون ان يدروا ماهو المقصود بالحشو ولو سالنا احدعم ماذا تريد ان تحذف فلن يجد اجابة

اما المتخصصون فينظرون للحقائق التالية:

- المحتوى العلمى الموجود بالمناهج المصرية خلال 12 سنة دراسة نظامية هونفسه مايدرس على المستوى العالمى فى اى مكان ولكن تبقى الطريقة- طرق التدريس- التكنولوجيا المصاحبة- الانشطة -حث التلاميذ على التفاعل والاكتشاف وتوثيق المعلومة - اضافة المتعة والتشوق للعملية التعليمية وكلها امور نفتقدها فى المنهج المصرى

- المنهج ليس هو الكتاب المدرسى والكتاب المدرسى هو احد ادوات المنهج ولذا وجب ان يصاحبه كتاب المعلم الذى يشرح للمعلم كيف يصيغ الاهداف طبقا للمعايير وكيفية بناء الخطة وتحضير الدروس طبقا للمعايير ويحدد طريقة السير فى الشرح ويربط المعلم والطالب بالمواقع التعليمية التى يستطيع منها ان يستزيد او على الاقل يصقل ما اكتسبه داخل الفصل بطرق عرض مختلفة للمحتوى سواء فيديو او عرض تقديمى الخ

- المنهج هو مجموعة من (الخبرات والمعلومات والمهارات والقيم ) المخططة جيدا طبقا لمعاييرواضحة واهداف ثابتة قابلة للقياس لكى يتعلمها او يكتسبها الطالب من خلال مواقف تسمى العملية التعليمية فاذا طبقها المعلم تطبيقا جيدا امكن له من خلال نفس الحصة ان يقيس مدى انجازه ومدى اكتساب وتقدم الطالب وعندها سيكون الواجب المنزلى ضئيل الكم وقليل الزمن وهو بمثابة ترسيخ للمفهوم والمهارة وتاكيد لنواتج القياس التى حصل عليها المعلم بالحصة

و يستطيع المعلم من خلال ذلك تقويم اسلوبه وطرق تدريسه اوالكم المقدم للطالبمن اجل التحسين والتوازن لتحقيق الانجاز الاكبر وهو الاهداف العامة للعملية التعليمية

ولان كل تلميذ له مقياس فى ملابسة يختلف عن الاخرين طبقا لمعايير جسده فانة لا يجب ان تقتصر طريقة المعلم على طريقة واحدة لارسال المعلومة وعليه ان يكون لديه المرونة لتوصيل المعلومة او المهارة لكل طالب بما يناسبه من طرق بمعنى مراعاة الفروق الفردية

لذلك قامت الوزارة فى سنة 2012 بصياغة ما اسمته الاطار العام للمنهج المصرى قام به خبراء الوزارة بالتعاون مع خبراء المركز القومى للمناهج وهو حبيس الاداراج الان لتغير الوجوه ولو انصف المسئولون الان لكلفوا من يراجعه لاحتمال حاجته للتنقيح بعد متغيراتسبع سنوات عالميا ومحليا والاعتماد عليه حتى لا يضيع مزيد من الوقت والبدء على الفور بطرح هذا المعايير على دور النشر والمؤسسات التعليمية لتتسابق فى تصميم المنهج الجديد طبقا للمعايير وعرضها على المؤسسة المعنية وهى المركز القومى للمناهج.

حيث يقوم المركزالقومى للمناهج بمراجعة المعايير واعتماد المناهج و الكتب التى تخدم هذه المناهج والتى يثبت مطابقتها للمعايير وتقوم مؤسسات النشر بدورهابالعرض على المدارس او الادارات لشراء هذه المناهجوالكتب و المحتوى الرقمىالمصاحب طبقا لسياستها وتكف الوزارة حينئذا عن اصدار كتاب محدد وعندها تستطيع كل مدرسة او ادارة باختيار المناسب لها ولمعلميها على ان تقوم الوزارة بدعم المدارس بتكلفة هذه الكتب طبقا للعدد الفعلى للطلاب بالمدرسة ليتحقق على الهامش مايلى:

  • التخلص من مشكلة الكتاب الخارجى الذى يفقد الكتاب المدرسى قيمته ويتوجه اليه المعلمون والأباء تحت ظروف مختلفة
  • التخلص من رواكد الكتب التى تطبع سنويا وتباع بالكيلو فى مخازن المدارس و الادارات او المديريات
  • التخلص من كم العاملين فى هذا القطاع وتوجيههم للعمل لخدمة العملية التعليمية المحسوبين عليها ابتداءً
  • تخلص الاسرة من الحاجة الى مدرس خصوصى فى البيت
  • واخيرا توفير الملايين التى تهدر دون جدوى وتوجيهها الاتجاه الصحيح
الدكتور جمال العربي فرق المنهج الذي ينشده أولياء الأمور ينشده التربويون المتخصصون خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة