مقالات

الدكتور ظريف حسين يكتب: سأنحــــــــرهم وأنتحـــــــــر!

خط أحمر

لماذا يُقدِم بعض المكتئبين علي قتل أبنائهم قبل أن يقتلوا أنفسهم؟!

والنتيجة التي خرجت منها (من خبرتي) هي أن للانتحار سببا نفسيا واحدا هو "الاكتئاب العظيم" الذي له بدوره عدة أسباب، منها الداخلي المنشأ، (أي مرض عقلي)، ومنها الأسباب الخارجية التي تجعل الحياة تضيق بالمريض؛ فلا يجد مَفرا من الهروب منها.

وبذلك يكون الانتحار فعلا إراديا، في ظاهره، رغم أنه فعل إجباري في جوهره؛ فيصبح الموت، آنذاك، أَحبَّ إلي المريض من حياةٍ لفظتْه وركلتْه وكرهته؛ فهو، إذن، لم يكرهها، بل إنها هي التي كرهته، ولم تدَع له ولو ثقبَ إبرة يتنفس منه، وخاصة في حالة الضغوط، وأهمها الأمراض المزمنة المستعصية.

ومن غير الصواب أننا نجهل ما يعتمل في ذهن المنتحر، عندما يُقدِم علي الانتحار؛ لأن هناك من أشرفوا علي الانتحار، وخدمتهم الظروف بإنقاذهم في آخر لحظة، وبذلك نعلم تماما كيف يفكرون، وإن كان ذلك لا يعني قدرتنا علي إقناعهم بأهمية الحياة.

والمهم هو أن المنتحر يري أن خلاصه الشخصي من الحياة، بوصفها جهنم، لا يكفي! فكيف يترك أبناءه يتعذبون فيها من بعده؟! وبذلك يجد مبررا مقنعا له- كل الإقناع- ليتخذ قراره الحاسم بنحر أعز ما لديه، بحجة تخليصهم من العذاب، وبذلك يكون قد أسقط رؤيته الخاصة للحياة علي أبنائه، وكأنه يملُكهم! رغم أنه لو خيَّرهم ما اختاروا مصيرهم الذي اختاره لهم؛ لأنهم لم يشاركوه تعاسته! وهذه هي المفارقة!

فضلا عن أن تجربة الإقدام علي الانتحار ليست كتجربة الموت التي لا يمكن وصفها؛ لاستحالة العودة من الموت.

الدكتور ظريف حسين سأنحــــــــرهم وأنتحـــــــــر خط أحمر 
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة