مقالات

الحسيني الكارم يكتب .. جبروت إمرأة

خط أحمر

تعرفت علي رجل منذ فترة قريبة إقتربنا من بعضنا حتي أصبحنا أصدقاء .. وحكيت معه وحكي معي وعندما حكي لي قصته منذ أن رزق بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصه وكان ذلك الطفل فرحته الأولي ، وعندما تاكد انه فعلا مصاب بمرض وراثي شكر ربه وحمده علي كل حال ولكن في نفس الوقت كانت الام التي حملت هذا الطفل بين أحشائها علي النقيض حيث أنها عند علمها بحالة رضيعها رفضت الواقع وصرخت وقالت " مش عيزاه " لا أريده .

ولكن كما حكي لي صديقي المهموم أن الأب لم يهتم بما أعلنت عنه زوجته بخصوص نجلهما وكان إيمانه بالله هو ما ساعده أن يتقبل ما رزقه الله به به نفسياً ، وهو ما جعله يقول لها ساخراً ممكن نرجعه ونطلب من الله أن يحدد شكله ولون عينيه وشعره وبالمرة مهنته عندما يكبر .

الأب حمل علي عاتقه مواجهة جهل المجتمع وسباق الزمن لكي يجعل من نجله الاول رجلاً ونموذجاً ، حتي يستطيع ان يظهر بمظهر مشرف ويستطيع التعامل ويكون الي حد ما معتمداً علي نفسه في بعض الامور الصغيره .

بدأ الأب كما حكي لي أنه حمل نجله في رحلة العلاج وتردد به علي المتخصصين في الامراض الوراثيه والتخاطب والعلاج الطبيعي ، وجلب له العقاقيرالطبية من الخارج وكان يخرج به ويظهر به في كل الأماكن ولم يفكر كأمه التي رفضت وجوده من الأساس وتحرجت وتخاذلت أن يكون لها طفل في هذه الحالة .. فالأب كان علي النقيض فقد كان اصراره علي انه يجعل من ابنه شخصية بإحتكاكه مع الناس والمجتمع .

يستكمل صديقي حديثه معي عن مآساته التي تحولت إلي فخر ستعرفونه في نهاية هذا المقال ويقول عند بلوغ نجلي السن القانوني للقبول بمرحلة رياض الاطفال كان يحرص والده علي انه يدخله حضانه عاديه بهدف دمجه مع الاطفال من سنه وايضا تكرر الامر عند دخوله المدرسة ادخله مدرسه لغات عادبه لكي يستكمل تجلابة دمجه مع غيره من الاطفال .

والمثير أيضاً في هذه التجربة النموذجية فقد كان هذا الاب المناضل حريص علي ان نجله الأكبر يكون له كل امتيازات الابن الاكبر مع إخوته ، حتي في النادي كان يصطحبه مع اخوته لممارسة النشاط الرياضي ، معتمدا علي الله وحب الناس له ولابنه ، في هذه التجربة نجد الابن يفاجئ الجميع بتفوقه رياضيا وأصبح له اسم معروف .

وانا أتحدث مع هذا الأب الصبور وجدته يقول لي انه كان يضع أمام عينه وجه وشكل المدرسه المسؤوله عن قبول الطلبه عند التقديم لباقي اولاده عندما وجد الابن الاكبر معهم إنهال في البكاء وقال أن هناك بيوتاً كثيره خربت بسبب مثل هذه الحالات ، ويقول لي انه منذ هذه الساعه وضع وجه المدرسه امام عينه لايفارقه منظر الدموع في عينها واخذ الاصرار علي الاهتمام باسرته بالكامل والتغاضي عن اي شئ وتغاضي عن حقوق كثيره له مقابل ان اسرته تستكمل مشوارها وتعبر الطريق .

وأثناء حديث صديقي معي قال لي أنه تم الانفصال بينه وبين زوجته أم الاولاد لانها تحب ان تعيش حيانها ، بحجة أنها اشتاقت لنفسها ، ومن يومها وهوقائم علي تربيه أولاده الثلاثة ومراعاتهم وحده منذ سنوات وحتي الان .. فما كان مني إلا أن قمت له إحتراما وتقديراً لدوره الذي يقؤديه بكل نجاح .

وهنا السؤال هل ما يحدث علامه من علامات يوم القيامه ؟

وهل الأمومة تغيرت وتبدلت لتصبح بهذا الجفاء والندالة والجبروت ؟

فكلمه الام ومفهوم الام حدث فيه تغير فهل التغير بسبب التكنولوحيا ووسائل التواصل الاجتماعي والمسلسلات المدبلچه التي كانت بدايه الخراب علي ثقافتنا وعادتنا وتقاليدنا و اكتملت بوسائل التواصل الاجتماعي و الميديا المغلوطه التي صدرت لنا أفكاراً ليست من مثل هذه الأم متجمدة القلب ومتحجرة المشاعر والتي تجردت من أدني إحساس بالأمومة وإن إستطعت فاطلق علي موقفها من وليدها وإخوته وعليها جبروت إمرأة .. ونصيحتي لصديقي هذا أقول له إستمر في واجبك تجاه أولادك وسوف تنجح وسوف ينجوا ولسوف يأتي اليوم الذي تري هذه الأم تفشل وتتنذر علي يوم واحد تقضيه بجوار هؤلاء الأبناء .

الحسيني الكارم جبروت إمرأة خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة