مقالات

جمال رشدي يكتب: الأنبا  بفنوتيوس  45 عامًا من النهضة

خط أحمر

بعد وفاة الأنبا ساويرس مطران المنيا في فبراير عام 1976، حيث كان يشرف على الكنائس والخدمات التابعة للكنيسة في إيباراشية تشمل المنيا وأبوقرقاص وسمالوط والفكرية، ثم قرر البابا شنودة الثالث تقسيم تلك الإيبارشية إلى ثلاثة إيبارشيات سمالوط في إيبارشية مستقلة، والمنيا وأبوقرقاص معًا، بينما ملوي والأشمونين في إيباراشية ثالثة.

وفي مثل هذا اليوم في 13 يونيو 1976 سيم نيافة الأنبا بفنوتيوس. أسقفا علي ايباراشية سمالوط،، حيث. ولد بمدينة القاهرة في 12 نوفمبر 1948 باسم “ناجي شكري مرقص” ، تخرج من كلية الطب ، توجه إلى دير السريان بوادي النطرون وهو مازال في سنة الامتياز وترهب باسم الراهب أنطونيوس في 12 مارس 1972 ، سيم قسا في 30 مارس 1975 .

في مثل هذا اليوم كانت الكنيسة المصرية مع الموعد بظهور احد قامتها العظماء، الذين أضافوا للعمل الأسقفي معطيات عملية وعلمية لم تكن موجودة في تاريخ الكنيسة المصرية من قبل ،، فمنذ 45 عام لم تكن هناك المسميات العلمية لعلوم الإدارة الحديثة الخاصة بالتنمية الشاملة للمجتمعات، ناهيك عن ما كانت عليه مدينة سمالوط من حالة ظلامية تكتسي كل جوانبها حيث يعيش المواطن داخل حياة بدائية كمثل معظم مدن وقري الوجه القبلي " الصعيد " بيوت من طين لبني،، وأدوات زراعية بدائية وثقافة اجتماعية خارج إطار العلم ،،، فقر مدقق ، وجهل جامح ،،، وأمراض تعالج بطريقة بدائية ،،، وعنصر بشري يعيش أسير داخل كل ذلك.

هنا كانت المواجهة الغير متكافئة بين الراهب الأسقف الذي لم يتجاوز عمره 28 عامًا قد قضي منه ما يقرب من 24 عامًا كابن لأسرة تعيش في وسط اجتماعي عالي المستوي من جميع الجوانب المادية والثقافية، ومنها 4 سنوات كأبن للرهبنة داخل دير السريان انصهر بداخلها إلي حياة التجرد من الحياة الاجتماعية والفقر الاختياري.

كل التقديرات تقول سيهزم حتمًا هذا الشاب الأسقف وستطيح به كل العوامل البيئية الثقافية التي تواجد بداخلها أو علي الأقل ستبتلع تلك البيئة كل مكوناته ويصبح واحد من مكوناتها ولا يستطيع أن يدخل في مواجهة للتغير معها،،، لكن ذلك الأسقف الشاب كان لديه أجندة محددة بداخلها طموح يتعدي بكثير إمكانيات الثقافة المصرية التي تتعاطى مع الأحداث والمواقف في ذلك الحين .

وفي شخص المطران الأنبا بفنوتيوس، إجابة سؤال هام للغاية تطرحه المراكز البحثية للعلوم الإدارية وهو" هل الإدارة علم ام مهارة؟، هذا الرجل الذي لم يدرس علوم الإدارة جسد بقوة عظمة الإدارة الحديثة التي تعتمد علي تسخير وتجويد وتعظيم الموارد المتاحة، واستخدامها في العمل التنموي الشامل هكذا رسخ الرجل مفهوم لم يكن مطروح في ذلك الحين داخل علم الإدارة الحديث، ولذلك اثبت أن الإدارة مهارة تحتويها عوامل الإرادة والتحدي والرغبة في البناء والنجاح،،، وان وجد العلم فهو عامل تثقيل وتقييم وتقويم لتلك العوامل.

وألان بعد مرور 45 عام علي سيامة المطران الأنبا بفنوتيوس أسقف ، يصعب علي كلمات المقال أو حتي عدة مقالات أو كتب أن يرصد ما حدث من مكونات للتنمية الشاملة، التي تمثلت في أعظمها،، بتدريب وإعداد وتأهيل العنصر البشري الذي كان "" عدم "" داخل أعمال تنموية تحت قيادته تمثلت في مستشفي الراعي الصالح وهي الأعظم في منطقة الصعيد،، ومعها مجمع مدارس العهد الجديد وهو أيضًا الأكبر الذي يقوم علي احدث المعطيات العلمية داخل محافظة المنيا والصعيد،، بجانب فندق العائلة المقدسة وهو الأعظم في تلك الأعمال لأنه سيمثل القاطرة التنموية والعملية لطريق سير العائلة المقدسة والتي تتبناها القيادة السياسية المصرية، بجانب ذلك الكثير من الأعمال الاستثمارية والتجارية والإدارية، التي تخدم المواطن في كل محافظة المنيا وما خارجها أن وجد.

نجح الشاب الأسقف والذي اصبح مطران وشيخ مطارنة وأساقفة الكنيسة المصرية،، في ترسيخ مفهوم جديد لعمل الأسقف والخدمة حيث رسخ ثقافة جديدة للخدمة تحت اسم " تنمية الإنسان الشاملة " فهو يعطي ويعلم ويعالج ويوظف ويرعي ،،،، يجول يصنع الخير للإنسان في كل احتياجاته.

وأخيرًا أرسل باقات روحية حاملة مليارات التهنئة بعيد سيامة الرجل الذي اعتز به كثيرًا وافتخر أني احد أبنائه الروحيين والعمليين ...دمت يا سيدي وجودًا ودام عطائك لسنوات ممتدة وطويلة ،،، زخراً للوطن والكنيسة.

جمال رشدي الأنبا بفنوتيوس النهضة أخبار مصر خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر