مقالات

الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: إعلانات الكمبواندات نموذج صارخ للعنصرية

خط أحمر

إعلانات الكمبواندات المتلفزة نموذج صارخ للإستفزاز والعنصرية لما في الاعلان يجيبوا كلبه راكبة احدث موديل من السيارات.. والكلبة دي رايحه تقابل كلب في احدث جيم في ارقى كومبوند.

طيب انتم عاوزين البني ادمين اللي مش لاقيين لقمة العيش يعملوا ايه.. من يتابع الإعلانات التلفزيونية الخاصة بالتسويق والترويج العقاري لبعض المدن السكنية الجديدة من شقق وفيللات وقصور أو الإعلانات الخاصة بتسويق المنتجعات والشاليهات لا يجد أمامه إلا الحزن الشديد والحسرة.. على ما آلت إليه فلسفة الإعلانات التجارية في مصر.

بالأمس القريب فوجئ المصريين بالإعلان المستفز لاحد انواع البوكسرات الصادم لحياء وعادات وتقاليد المصريين ، وكأن منتجي هذه الاعلانات معدوش على kg1 دراسة اعلان ثم نجد أنفسنا أمام اعلانات لشراء وحدات من الكومبوندات غايه في الاستفزاز واثارة نعرة التمييز والعنصرية والشعور بالتعالي.. انا معنديش اي مانع إن الإعلانات الخاصة بالمنتجعات تعرض جماليات تلك الاماكن..كأحد أسباب الجذب الشرائي مثل الحدائق الغناء والطرق الحريرية الاتساع ..الهواء ..المولات أساليب الترفيه..الشوبنج...البحيرات..النافورات.. الكافيهات..المدارس الناشيونال والانتر
المواصلات الجماعية الفخمه. النوادي.. لكن ما يدعو للاستفزاز..ليه بتستفزوا الناس اللي بتكمل بقية عشاها نوم.... وبيكملوا شهرهم بالعافيه.

طبعا ممكن يطلعنا واحد فزلوك يقولك ايه الحقد الطبقي ده. تلاقيني برد عليه..واقوله..ده مش حقد..
ربنا يزيد الغني غنى لكن مايستفزش الفقير بغناه.

السؤال الرئيس من هذا المقال.. مثل هذه الإعلانات التجاريه موجهه الى من؟ أو بمعنى اخر من المستهدف بهذه الحملة التسويقية الاعلانية.. الإجابة قطعا من يمتلكون المليارات و الملايين لحد كده كلام جميل...طيب ايه بقى ذنب العالم المطحونه من الفقراء والمعدمين وعددهم ليس بالأمر البسيط أو الهين اللي بيكملوا بقية عشاهم نوم واللي يادوب بيقضوا اليوم فطار وغدا وعشا ومش ضامنين بكرة الرزق فيه ايه، إيه ذنب الأسر اللي عايشين تحت ابيار السلالم...إيه ذنب الاسر اللي بيشاركوا الاموات في مدافنهم من سكان المقابر...
ايها الناس...اصحاب حملات التسويق العقاري.

الف باء نجاح حملتك في مدى مطابقتها لسمات وخصائص المستهدفين بها.. واعتقد انهم الاغنياء القادرون على الشراء.. وهم معروفون بالأسم والشكل والهيئة والعدد.. و بالتالي يمكن لموظفي التسويق العقاري للشركات العقارية.. من الذهاب اليهم في اماكنهم( مساكنهم، مكاتبهم، الاتصال بهم..) وعرض بضاعتكم عليهم دون داع .. للاعلانات المتلفزة المستفزة جماهيريا التي يشاهدها الملايين من البسطاء ..

ياسادة..
إن عرض الإعلانات على هذا المستوى من البذخ والترف والخيال العمراني والخدمي يمكن أن يفجر نزعات الاستفزاز والعدوان والعنف عند المطحونين من افراد الشعب و يفجر لديهم مشاعر الغل والحقد على من يمتلكون المال وينعمون بكل هذا النعيم الذي يفوق قدرة البسطاء على استيعابه وتحمله وبالتالي يؤثر بالسلب على العلاقات الإنسانية بين فقراء المجتمع واغنيائه مماقد يسفر عنه ازدياد حدة بعض الجرائم مثل النصب والتهليب والتهجم والرشوة والفهلوه واذا حالت الظروف دون انحرافهم من ارتكاب الجرائم فقد نجدهم وقد وقعوا أسرى للأمراض النفسية (صراعات نفسية ؛ سوء توافقات انفعاليه،) لأنهم يرون غيرهم يعيش في قطع من الجنه.

ولا يريدون الخروج منها حتى لا يرون البؤساء والفقراء خارج أسوار مدنهم ومنتجعاتهم وفيللاتهم وشاليهاتهم وملاعب الجولف الخاصة بهم..

بئس التفكير والتنفيذ والإخراج لمثل تلك الإعلانات التي تكرس لمفاهيم مثل العنصرية والتعالي والتمييز.
حفظ الله مصر والمصريين.

الدكتور فتحي الشرقاوي إعلانات الكمبواندات نموذج صارخ للعنصرية خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة