مقالات

أميرة عبيد تكتب: ”الرجل السام”

خط أحمر

أصبحنا في زمن لا نعرف فيه الصادق من الكذاب فبعض الرجال يجدون التمثيل بشدة حتى الوصول إلى ما يردون.

بعد قراءة الكثير من القصص الحقيقية وسماع بعض آراء الفتيات، كاد عقلي يتخبط بين هذا وذاك، هذا هو مقالي الأسبق تحت عنوان: "شموخ رجل في زمان أشباه رجال".. يتحدث المقال عن أنواع نادرة من الرجال العظماء التي تبحث عنهم كثير من النساء ذوي الخبرة والثقافة والإحساس المميز، وذاك هو عنوان مقالي هذا: "الرجل السام".

عنوان عميق له أكثر من شق، كم امرأة أحبت رجل ذو خبرة وكرم وشموخ ثم مع الوقت تكتشف أنه قناع
ليس له علاقة بكل ما سبق من كرم وشموخ... إلخ.

تعيش تلك المرأة أسوأ أيام حياتها بعد اكتشاف سواء اختيارها مع ذكوري سام لا يهمه غير رغبته وتكميل نواقصة على حساب امرأة اتخدعت في شخصية كذابة تتظاهر بالشموخ.

وكم من فتاة طموحة حرة لا تعرف في الحياة سوى هدفها وطموحها الجامح الذي ليس له نهاية، حدثتني تلك البنت الجميلة منذو فترة وصوتها يعلوه الضعف وحزن شديد لم اسمعه من قبل، كنت دائمًا اسمع في صوتها القوة والعزة والمسؤولية والتميز حتى في روحها تلك النحلة التي لا تعطي غير العسل لكل من حولها من أهل وأصحاب وأصدقاء ومقربين ، قولت لها بصوت يرتجف من الصدمة !

إيه اللي وصلك لكده ؟

قالت : النفاق والتمثيل !!

أغمضت عيني وسرحت في صوتها وهي تحكي قصة حياتها.. وتقول لي أنني بدون روح، روحي ماتت يا صديقتي ولا يبقى ليّ غير جسد بلا روح بلا هدف بلا طموح.. في يوم من الأيام قبلت شخص يتميز بالخير والكرم والود، كنت سعيدة جداً وقولت بين أنفاسي هذا سر دعوات أمي وواحدة واحدة قرب الشخص العظيم ده مرة في مرة وكان ليّ سندًا وعونًا وقت الشدة قولت: "بس هو ده اللي هيريحني ويشيل عني.. هو ده اللي هيوصلني لكل طموحي".. وهو سعيد وفخور بي مكنتش أعرف أنه تمثيل وفجأة بدون سابق إنذار تحول إلى شخص آخر لا أعرفة.

إنسان أناني معدوم الضمير والإنسانية، لا يحب الخير لغيرة فقط، تحول إلى إنسان مدمر يعمل بكل جهد حتى يكسر كبريائي وطموحي، وكل هذا بدون أي مشاجرات، إنه إنسان خبيث جداً ويعرف جيداً يصل لهدفة دون أخطاء !!.. هي تحكي وأنا اتعجب وأقسم بالله أنني أشعر بصدق صوتها المنكسر وبعد مكالمة طويلة أدركت أن هناك نوع جديد من الذكور وأشباه الرجال وهم "الذكور السامة".


"الذكور السامة".. هم عبارة عن تصرفات وسلوك معين يتقمصها صاحب الشخصية السامة، حتى يفرد سيطرته بالقوة علي شخصية شريكة حياتة..

ويتصف "الرجل السام"

أولاً.. خبيث ومسيطر ويتظاهر طول الوقت بطيبة.
ثانيًا.. يتميز صاحب الشخصية السامة ببداية جيدة في العلاقة، يحرص على تقديم الهدايا الذي ينقل من خلالها مشاعره غير الصادقة لتعويض سلوكه السلبي.. بالإضافة إلى كلامه الرومنسي التي تعشق الفتاة سماعه.

ثالثاً.. بعد فترة ليست بالقصيرة من الرومانسية المزيفة والكلام المعسول، طبعًا حضرتك هتقعي في الحب، وفجأة سيؤكد لك أن لديه ديون متراكمة ولكن بطريقة جميلة تسيطر عليها الحنينة المزيفة، المهم أنك هتصدقي.. ومرة في وسط الهزار هيرمي في وشك كلام مهين ثم يقولك ده هزار.. هنا هتتأكدي أنه سام، وكل ما تحولي تكوني مستقلة سريعاً جداً هيعرف يحبطك ويا سلام لو جالك شغل مهم براتب كبير هنا بقى هيختلق لك ألف عيب في الشغل ولو فشل فجأة هيحسسك إن في ناس في الشغل عينهم منك وإنه بيغير عليكي ومش موافق على الشغل ده.. وعلى طول هيقولك يا أنا يا الشغل.. وإنتي يا هبلة هتختاري الخبيث السام علشان إنتي طبعًا حبك له كبير.

وبالفعل هتكوني مطيعة وصالحة وهتعملي كل اللي ربنا قال علية هل هو هيسكت ؟ ! لا طبعاً هيدخل بقى على مظهرك وإطلالتك الجذابة المشرقة ويفضل يحطم ويكسر فيهم لحد ما يترسم على وشك الحزن والمرض ثم يتسرب إليه شعور أنه الأحسن والأفضل منك وكتير عليكي ويخونك ثم يسيبك ثم يعيد المشهد على ضاحية أخرى !!!

وهو يعلم جيداً الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم (ألا واستَوْصُوا بالنِّساءِ خَيرًا؛ فإنَّهُنَّ عَوَانٍ عندَكُم).. ومع ذلك لا يخاف ربنا فيكي.

"نصيحة لكل امرأة"

عزيزتي حواء أوعي تتنازلي عن طموحك وشغلك من أجل أي رجل، مظهرك وجمالك وصحتك في الأولويات ثم أي شيء آخر، خدي من كل شخص في حياتك حتى أولادك اللي يفيدك والباقي أرميه في الزبالة، أوعي ثقتك في نفسك تتهز ولازم تكوني حريصة كل الحرص على خصوصيتك ولاتسمحي لا أي أحد اقتحمها مهما كان درجة قرابته منك، أقتحام الخصوصية أول طريق الضياع والإهمال، واللي أهم من كل ده حبي نفسك أوووي وحبي لها الجنة في الآخرة والرضا في الدنيا ساعتها عمرك ما هتعمل حاجة غلط ولا حاجة تكسر عينك كوني دائماً قوية مستكفيي بذاتك، خلي الرجل دائما تحت الاختبار حتى تتجنبي أي سم يدمر حياتك، أما بعد النجاح ثم النجاح ثم النجاح ثم النجاح.. ولا تنسي أن الله لا يفرق بين ذكر و أنثى.

وتذكري الآية الكريمة، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ .. ﴾ ولا تنسي أيضاً عندما تحدث القرآن الكريم عن الذات الإنسانية الرفيعة المشتركة بين الذكر و الأنثى من غير فرق.. هو عندما يقول: ﴿ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾ عزيزتي المرأة فقط تذكري !!!

أميرة عبيد الرجل السام خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر